ينذر الوضع بحرب ضروس قد تحل على النيجر؛ حيث تعالت أصوات طبول الحرب في البلد الفقير، بينما يسارع السكان في العاصمة النيجرية للاستعداد لكل الاحتمالات مع انتهاء مهلة دول "إيكواس"، التي تنتظر الضوء الأخضر للتدخل العسكري، بعد انقسام حاد في القارة الإفريقية، بسبب حالة التوتر الحالية بين اعتراضات دول مثل الجزائر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد للتدخل، وتأييد فرنسي لدول إيكواس لتوجيه ضربة عسكرية ضد الانقلابيين. ويتجمع عشرات الأشخاص عند دوار الفرنكوفونية في نيامي مع حلول المساء، ملبّين دعوة الانقلابيين الذين أطاحوا الرئيس المنتخب محمد بازوم، في ظل الخشية من تدهور في الأوضاع قد يصل إلى حدود التدخل العسكري الأجنبي. فيما تجمّع عشرات الشبان عند بعض الساحات الرئيسة وسط العاصمة، غداة دعوة المجلس العسكري الممسك بالسلطة سكان نيامي إلى اليقظة، والإبلاغ عن أي تحرك لأفراد مشبوهين. وقال منسق لجنة دعم المجلس الوطني لحماية البلاد، الذي تشكّل في أعقاب انقلاب 26 يوليو أبو بكر كيمبا كولو: " تمركزنا عند الدوارات الإستراتيجية لإجراء نوبات ليلية مع السكان"، موضحاً أنه أوعز بانتشار عدد من أفراد اللجنة عند عدد من الساحات المركزية في نيامي، مضيفاً؛ وفقاً لوكالة "فرانس برس": "الجميع يلتفّ عند هذه الدوارات بهدف دخول العاصمة"، مشدداً على أن الهدف هو مراقبة تحركات كل شخص مشبوه، ومحاولة توقيفه، معتبراً أن هذه المهمة هي جزء من قتال الشعب دعماً للانقلاب. وتأتي التحركات مع انتهاء مهلة الأسبوع التي حددتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) للانقلابيين حتى الأحد لإعادة الانتظام الديمقراطي، وفك احتجاز الرئيس بازوم وعودته إلى مهامه. وإضافة إلى دول غرب إفريقيا، أثار الانقلاب قلق دول غربية، أبرزها فرنسا التي أكدت دعمها بحزم وتصميم لجهود إيكواس لدحر الانقلاب، محذرة من أن مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك. ورفع العديد من المتظاهرين الداعمين للانقلاب خلال الأيام الماضية شعار "تسقط فرنسا"، وأطلقه أيضاً أحد الشبان المتجمعين قرب دوار الفرنكوفونية. وعند رؤيته الشبان المتجمعين عند الدوار، أوقف السائق سيارته ونزل منها، حاملاً علم بلاده وعلماً روسياً كان وضعه على مقعد الراكب الأمامي، ولوح بهما في الهواء. وتتصدر لجنة التنسيق هذه، إضافة إلى المجموعة المدنية المعروفة باسم "أم 62″، التكتلات الداعمة للانقلاب. وتقوم هاتان المجموعتان بضمان أمن التجمعات المؤيدة للانقلاب، وتعكسان وجهة نظر الانقلابيين. وفي حين لا يخفي العديد من سكان نيامي دعمهم للانقلاب العسكري الخامس في تاريخ النيجر، يدعون في الوقت عينه إلى التهدئة وعدم التصعيد.