يعتبر الحديث أساس التواصل الإجتماعي ومرآة تبيّن بهاء شخصيتك وثقافتك للآخرين ، وعليه يجب أن تختار المعاني والمفردات المناسبة ومراعاة المكانة الإجتماعية ومشاعر الآخرين واحترام فارق السن. إنَّ للكلمة أهميتَها في ديننا، فقد ترفع صاحبها أعلى الدرجات، وقد تهوي به في القاع وهنالك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن منها :(الكلمة الطيبة صدقة) وحين تستخدم الحديث بالطريقة الصحيحة ،سوف يسهّل عليك ذلك كثيراً من الأمور. وحين تستخدمه بطريقة خاطئة ،سوف يؤثر سلباً على كل شيء في حياتك. تذكّر أن الحديث هو طيفك وحضورك أمام الناس. وأنا دائما ما أستشهد بحديث الأستاذة صفاء شريم عن الاتيكيت. ودائماً ما أذكر في كتاباتي ولقاءاتي التدريبية أن الحديث من الوسائل الأساسية للتواصل، وهو أسلوب لكسب الآخرين في حال استخدامه بالطريقة الصحيحة وفي حين استخدامه بطريقة خاطئة، فسوف يؤثر ذلك سلباً في العلاقات بين الناس. لذا يجب اتّباع أصول اللباقة، ومراعاة مكانة الآخرين والمفردات الأكثر استخداماً عند الحديث. إن أهم الصفات للمتحدث ، أن يحترم الجميع ومختلف وجهات النظر. ومن حسن الإستماع للطرف الآخر ، ترك مساحة كافية للمتحدث وعدم المقاطعة و السخرية وأن يكون الهدف الوصول إلى نتيجة والإعتراف بالخطأ وعدم التحدث بدون علم والدخول في كل المواضيع أو التحدث بلسان الآخرين والتزام الهدوء والرقّة في التعامل معهم وتفهّم الشخصية ومستواها الثقافي. هناك عدّة قواعد لآداب الحديث اتفق عليها الخبراء. ومن واقع خبرتي أن أول قاعدة هي احترام الآخرين وعدم الخوض في شؤونهم الخاصة وطرح أسئلة مبالغ فيها لا فائدة تُرجى منها ، وعدم الإنغماس في الغيبة والنميمة ومراعاة المكان والزمان وعدم رفع الكلفة ومراعاة المكانة الاجتماعية وعدم تجاهل المناصب للشخصيات المهمة والتحدث بصوت واضح وبدون سرعة وعدم التطرق للمواضيع المثيرة للجدل وترك مسافة كافية بينك وبين الشخص وعدم التحدث وفي فمك طعام أو تتحدث مع شخص بالهاتف والابتعاد عن الكذب واحتكار الحديث أو العتب على الأشخاص وعدم افتعال المشاكل والابتعاد عن العبارات الجارحة حتى فيما لو كانت مزاحاً وعدم الضحك بصوت عال والحدّ من المبالغة في استخدام اليد أو المزاح بها والتصنّع في الحديث أو الانتقال بالحديث من موضوع إلى آخر بطريقة خاطئة ومعرفة المزاح المقبول وتوقيت الحديث الجادّ وعدم السؤال عن الأبناء فقد يكون الشخص غير متزوج او لم يرزق بأبناء وتجنّب المزاح مع كل نقاش أو شخصية ومراعاة مختلف الشرائح الإجتماعية.