تجدّدت الإشتباكات العنيفة براً وجواً في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، أمس (الثلاثاء)، إذ فاقمت أعمال العنف المستشرية وانتشار الفوضى من بؤس السكان الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء والدواء، بينما أدى النزاع بين الطرفين، الذي دخل الآن أسبوعه الثامن، لمقتل مئات المدنيين دفع 400 ألف للفرار عبر الحدود ونزوح أكثر من 1.2 مليون خارج العاصمة ومدن أخرى. وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في محادثات أدت إلى وقف لإطلاق النار لم يلتزم به الفصيلان التزاما كاملا بهدف تقديم المساعدات الإنسانية، لكن المحادثات انهارت الأسبوع الماضي، ولم يُعلن بعد عن وجود محادثات مباشرة رغم أن وفدي الفصيلين لا يزالان في جدة. وخلف القتال أضرارا جسيمة بالعاصمة، حيث يعاني السكان الذين لم يغادروها بعد من أتون المعارك والغارات الجوية وعمليات النهب. واستمر القصف المدفعي والجوي خلال الليل، وقال سكان في جنوبالخرطوم وشرقها وشمال بحري، إنهم سمعوا أصوات اشتباكات بالمدفعية ومواجهات بإطلاق النار. واشتبك الطرفان الليلة الماضية في شوارع مدينة أم درمان حول قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش. وتمكن الجيش، الذي يبدو أنه يفضل الضربات الجوية عن القتال على الأرض، من الحفاظ على أماكن تمركزه حول القاعدة لكنه لم يتمكن من دحر قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم أنحاء المدينة. من جهته، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الثقة في منبر جدة بما يقود لسلام مستدام، فيما قال مجلس السيادة في بيان إن البرهان أكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، على ضرورة التزام قوات الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين وإجلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية حتى يحقق منبر جدة نجاحه.