إحتفل العالم أمس، باليوم العالمي لمكافحة التدخين، إذ يحذّر المختصون من مضاعفات التدخين القاتلة على الصحة، ومن إنعكاساته السلبية الخطرة على صحة المجتمع والأطفال. وقالوا ل"البلاد" إن التدخين السلبي يؤثر في الصحة ومع مرور الوقت قد يسبّب عدة أمراض مرتبطة بالصدر، إذ يعتبر الأطفال الفئة الأكثر تعرضاً لأضرار التدخين غير المباشر. ويقول إستشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف: التدخين بكافة أشكاله وأنواعه يهدّد صحة البشر، وللأسف الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي أكثر تعرضاً لمضاعفات خطرة، إذ إن تعرضهم للتدخين السلبي يعد أحد عوامل الخطورة المرتبطة بإصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والمتكررة، وأعراض السعال المزمن وصفير الصدر المرتبطة بمرض الربو، وتعرضهم لاضطرابات التنفس أثناء النوم – الشخير وانقطاع التنفس، والربو الشعبي الليلي – واضطرابات الحركة والسلوك أثناء النوم والكلام، وطحن الأسنان وغيرها، إضافة إلى ازدياد تعرضهم إلى فرط النعاس والإرهاق أثناء النهار، نتيجة لرداءة نومهم. ولفت الشريف إلى أنه من المثبت عِلْمِيّاً ضَرر التدخين النشط للسجائر على الصحة، لكن الأقل وُضُوحاً هو تأثير التدخين السلبي – غير المباشر – على صحة غير المدخنين، حيث إن معظم الدخان الناتج عن حرق السجائر لا يتم استنشاقه من قبل المدخن نفسه، بل ينتشر ليتنفسه غيره من المحيطين به. وخلص الشريف إلى القول إن الوقاية تكون بتجنب المدخنين لتفادي التدخين السلبي وما يترتب عليه من انعكاسات ومضاعفات مرضية، كما ينصح المدخنون بالإقلاع عن التدخين من خلال التوجه إلى عيادات المكافحة باعتبارها أفضل حل للتخلص من التدخين عبر برنامج علمي ومدروس يساعد الجسد في التخلص من النيكوتين المتراكم، ويهيئ الجسم، وخصوصًا الرئتين، لاستعادة عافيته. وفي السياق يقول طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام: يعتبر التدخين من العوامل التي تمهد لهشاشة العظام بجانب المشروبات الغازية، والشاي والقهوة، لكونها تساعد على ازدياد فقدان الكالسيوم من العظام، وبالتالي على هشاشة أو لين العظام. وأضاف أن التدخين يساعد على الإصابة بمرض هشاشة العظام لدى جميع الفئات العمرية من الذكور والإناث، كما يقلل من كفاءة هرمون الكالسيتونين المسؤول على زيادة قوة وصلابة العظام وكذلك هرمون الإستروجين الذي يؤدي دوراً مهمًا في بناء العظام وحمايتها من الوهن والضعف لدى النساء، وبجانب ذلك يقلل التدخين من فعالية فيتامين (د) الذي يؤدي دوراً هاماً في بناء العظام، وبالتالي يضعف امتصاص الكالسيوم المطلوب لبناء العظام، كما يؤثر التدخين أيضا بالسلب على كفاءة الأوعية الدموية والأعصاب وخاصة القدمين والرجلين مما يزيد من ضعف العظام وتعرضها للكسور، لذا فإن التئام كسور العظام لدى المدخنين يعد أكثر بطئا مقارنة بغير المدخنين. ونصح د. ضياء الجميع بترك التدخين بكل أشكاله وأنواعه والعلاج عن طريق العيادات التي خصصتها وزارة الصحة للإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة، تناول الأكل الصحي، النوم الصحي. من جانبه يؤكد طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي، أن تأثير التدخين يشمل الجلد أَيْضاً، فالنيكوتين في السجائر يسبب تضيق الأوعية الدموية في طبقات الجلد الخارجية، ومع التدفق الضعيف للدورة الدموية، لا تحصل البشرة على الكمية المناسبة من الأكسجين والعناصر الغذائية الهامة، والعديد من المواد الكيميائية والتي تبلغ أكثر من 4000 في دخان التبغ يضر أيضاً الكولاجين والإيلاستين، والتي هي الألياف التي تعطي البشرة قوتها ومرونتها. ونتيجة لذلك، يبدأ الجلد في الترهل وتشكيل التجاعيد قبل الأوان. وأضاف: التدخين يعيق التئام الجروح، ويؤخر من التعافي، ويزيد من المضاعفات. ويسرع التدخين عملية الشيخوخة الطبيعية للجلد، وهذا يؤدي إلى تكوين التجاعيد. وتقول الأبحاث أنه كلما دخن الشخص أكثر، كلما زادت فرص ظهور التجاعيد المبكرة.