تصاعدت أزمة نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور مع العنصرية، مع بروز أحداث جديدة ووجود تفاعل كبير من مختلف أنحاء العالم؛ حيث اتحد الجميع لنبذ العنصرية البغيضة التي تشوه جمالية اللعبة الشعبية الأولى في العالم. واعتُقل أربعة أشخاص على خلفية التحقيق في شنق دمية بقميص فينيسيوس جونيور، على جسر في العاصمة الإسبانية في يناير الماضي، بحسب ما أعلنت الشرطة المحلية. وتأتي هذه الاعتقالات بعد يومين من إساءات عنصرية جديدة تعرّض لها المهاجم الشاب، خلال مباراة في الليغا على أرض فالنسيا، وأثارت ردود فعل شاجبة من مختلف أنحاء العالم. الريال يلجأ للقضاء لجأ نادي ريال مدريد إلى النيابة العامة الإسبانية؛ للتحقيق في "جريمة كراهية"، إثر إهانات عنصرية تعرّض لها مهاجمه البرازيلي الدولي فينيسيوس جونيور من جماهير فالنسيا. وكتب الفريق "الملكي" في بيان على موقعه الرسمي: "يعتقد ريال مدريد أن مثل هذه الهجمات تشكّل أيضًا جريمة كراهية، وبالتالي قُدّم التقرير المناسب إلى مكتب المدعي العام، وتحديداً إلى مكتب المدعي العام بشأن جرائم الكراهية والتمييز؛ من أجل التحقيق في الوقائع وملاحقة المسؤولين". وتابع: " تُحدد المادة 124 من الدستور الإسباني وظائف مكتب المدعي العام؛ لتعزيز عمل العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة". كما أعلنت الحركة ضد التعصب ورابطة لاعبي كرة القدم الإسبان من خلال بيان صحافي أنهما تقدمتا بشكوى. جاء في البيان: "المنظمتان تعارضان تمامًا السلوك غير المقبول لبعض المشجعين، وتعتقدان أن الوقت قد حان للعمل وبطريقة قاطعة، في مواجهة مثل هذه الحقائق الخطيرة، التي- للأسف- ليست فردية". من جهته، قال مدرب الغريم التقليدي برشلونة تشافي هرنانديز:" لا يوجد شعار أو خصوم أو أندية. يجب القضاء على العنصرية بشكل نهائي. لا دروع هنا، الأمر يتعلق بالبشر ونحن ندين أي عمل عنصري". بيان جديد من اللاعب نشر النجم البرازيلي فينسيوس جونيور عبر حسابه على تويتر مقطع فيديو، يتضمن لقطات لتجاوزات الجمهور ضده من مختلف الأندية، وقال:" كل جولة خارج سانتياغو برنابيو هي مفاجأة غير سارة، فقد كان هناك الكثير هذا الموسم: أمنيات الموت، دمية مشنوقة، صرخات إجرامية كثيرة وجميعها مسجلة". وأوضح: "لكن الخطاب دائماً يقع على حالات منعزلة، هذه ليست حالات منعزلة، هي حلقات مستمرة تنتشر عبر عدة مدن في إسبانيا وحتى في برنامج تلفزيوني". وأضاف: "الدليل موجود في الفيديو، الآن أسأل كم من هؤلاء العنصريين نشرت أسماؤهم وصورهم على مواقع الإنترنت؟ أجيب لأجعل الأمر أسهل: الإجابة صفر، لا أحد يروي قصة حزينة أو يقدم تلك الاعتذارات العلنية الزائفة". وتابع: "ما الذي ينقص تجريم هؤلاء الناس؟ ومعاقبة الأندية رياضياً؟ ألا تهتم أجهزة التلفزيون ببث هذه الهمجية في نهاية كل أسبوع؟". وقال: "المشكلة خطيرة للغاية والاتصالات لم تعد تعمل، هذه ليست كرة قدم، ولا علاقة لها بالإنسانية". وتغيب فينيسيوس عن تدريبات الفريق الملكي الجماعية أمس الثلاثاء، وقالت صحيفة (ذا أثلتيك):" كل الفريق متواجد، بينما فينيسيوس يتدرب في الصالة الرياضية بمفرده". وبعد مشادته الكلامية وتبادل الاتهامات مع رئيس رابطة الليغا خافيير تيباس، اعتبر البعض أن ذلك قد يؤدي إلى رحيل النجم الواعد عن الدوري الإسباني، إذا لم يتم إيجاد حل مناسب وعقوبات رادعة للعنصرية، خصوصاً أنه مطلوب من أكبر الأندية الأوروبية. واجتمع رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، بنجمه البرازيلي فينيسيوس، وأبدى له دعمه الكامل، وشرح له الخطوات التي اتخذها النادي، وبلاغه بخصوص الموضوع. جاء لقاء فلورنتينو مع فينيسيوس في لحظة وصلت فيها معنويات اللاعب لأدنى مستوياتها، وأكد له كامل مودته له؛ كي يشعر بأنه ليس وحيداً في كفاحه ضد العنصرية، وفقاً لما أكدته مصادر من داخل النادي. ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام النادي فإن بيريز تعهد لفينيسيوس بالوصول إلى آخر المشوار أمام "وضعية الكراهية المنفرة الأخيرة". رسائل الدعم تتحول لحملة عالمية تواصلت حملات الدعم للاعب البرازيلي فيني جونيور، وتحولت إلى حملة عالمية لنبذ العنصرية بكافة أشكالها في ملاعب كرة القدم. وعبّر رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو عن تضامنه الكامل مع فينيسيوس، قائلاً:" لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في المجتمع، وفيفا يدعم كل اللاعبين الذين واجهوا وضعاً مماثلاً". وذكّر إنفانتينو بالخطوات الثلاث في مسابقات فيفا مطالباً بتطبيقها في كل الدول والبطولات: "أولاً، أوقفوا المباراة. ثانياً، يترك اللاعبون الملعب ويُعلن عبر المذياع أن المباراة ستتوقف بحال استمرار الإهانات. يُستأنف اللقاء، ثم ثالثاً، إذا عادت الإهانات، تتوقف المباراة وتذهب النقاط الثلاث للخصم".