تمتاز صحراء الربع الخالي، بتكوينات طبيعية، وأحياء فطرية تستقطب السياح، خصوصاً السياح القادمين من خارج المملكة، وليس هذا فحسب، بل إنها وجهة سياحية خلال موسم الشتاء للباحثين عن الأجواء الطبيعية والتخييم ومشاهدة كثبان الرمال على مد البصر، حيث تعدّ صحراء الربع الخالي أكبر صحراء متصلة الامتداد في العالم، بمساحة تقدر بنحو 650 ألف كيلومتر مربع، تمتد بطول 1200 كيلو متر، وعرض 600 كيلو متر، حيث تقع 80 % من مساحة الربع الخالي في المملكة العربية السعودية، بينما تمتد المساحة الباقية في الإمارات العربية المتحدة وعمان واليمن. ويمثل الربع الخالي حَوْضاً هائِلاً تصب فيه أودية كبيرة من كل الجهات الأربعة، كما تحيط بها أهم سلاسل الجبال في المنطقة العربية، مثل جبال حضرموت وجبال ظفار من الجنوب، وجبال طويق وجبال السروات من الغرب، ومرتفعات الصمان من الشمال. وتتكون الكثبان الرملية في الربع الخالي في عدة أشكال وهيئات مختلفة، كما ترتفع بعض الكثبان لتصل إلى ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر، فَضْلاً عن الرمال المتحركة والصفائح الرملية والكثبان النجمية والهرمية وغيرها. وظل الربع الخالي لقرون عديدة صُنْدُوقاً مُغْلَقاً مَلِيئاً بالأسرار والحضارات والألغاز، وهي في انتظار من يكتشفها، فمن حقول الغاز والنفط الكامن فيها، إلى الحياة الفطرية والأنواع النادرة من النباتات الصحراوية المقاومة للجفاف مثل العبل والعندب، والطيور المهاجرة كالحبارى والقميري، والحيوانات العربية مثل المها والنعام. ويشير علماء الآثار إلى وجود حضارات إنسانية ومدن قديمة قامت في الربع الخالي قَدِيماً، ثم دفنتها الرمال، وَتَحْدِيداً حضارة عاد التي قامت في منطقة الأحقاف، وهي المنطقة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. الجدير بالذكر أنه نجح خلال القرن الماضي عدد من الرحالة والمستكشفين الأوروبيين في عبور الربع الخالي، وكتبوا عنه كثيرًا في مذكراتهم ورحلاتهم، ومنهم دي إي تشيسمان 1923م، وبورتام ثوماس 1930م، وعبدالله فليبي 1932م، ومبارك بن لندن 1945م.