تعتبر الثروة البشرية في المجتمعات اليوم من أهم الثروات التي تؤخذ في الاعتبار من قبل رجال التخطيط ومؤسساته لوضع تصورات المستقبل لاحتياجات المجتمع في خطط التعليم والصحة والسكن وفرص العمل وفق التعداد السكاني المتوقع للدولة والشرائح العمرية التي يتكون منها المجتمع. ولقد وهب الله بلادنا الكثير من النعم والثروات وأهمها أن شريحة الشباب تمثل أكثر من 70 % الأمر الذي يجعل حاضرنا وكذلك المستقبل القريب والبعيد أمامنا أكثر طموحاً وحيوية وإنتاجية وقدرة على العطاء، مما يجعل مسؤولية الأجيال السابقة، والتي شارفت على تسليم الراية للجيل الجديد الذي يمثل الدماء الشابة في مختلف التخصصات والمهن الفنية والإدارية والصحية هي مسؤولية المؤازرة والدعم مع الأخذ في الاعتبار أن لكل زمان رجاله ولكل مجتمع ظروفه واحتياجاته، فلا يمكن التطوير دون إعطاء الفرصة مع احتمالات الخطأ لكسب الخبرة، ولكن يمكننا تحقيق نتائج الأخطاء التي قد يقع فيها الشباب عندما يعرض السابقون تجاربهم وإنجازاتهم في صور استشارية واضحة المنهج والهدف. وشبابنا اليوم يحملون الشهادات العلمية المرموقة من الجامعات السعودية والأجنبية حيث مازال الابتعاث رافداً واسعاً لتوفير الكفاءات الوطنية في التخصصات المتعددة مكملاً للنتائج الإيجابية التي توفرها جامعاتنا في مختلف التخصصات المطلوبة لسوق العمل. ولا ننكر أن الإنسان يعيش حالات من القلق والتساؤل وهو في خطواته الأولى من الحياة العملية أو حتى الدراسية، واقصد الدراسة الجامعية والتخصصات الدقيقة في العلوم. لهذا، فإن تجارب السابقين وأصحاب التجارب الناجحة والإنجازات المميزة من الجيل السابق يجب أن تستثمر وتحفظ لكي يتعرف عليها القادمون الجدد إلى سوق العمل في كافة التخصصات، ونعمل على تسهيل حصولهم عليها إلكترونياً أو من خلال مراكز اتصال تعمل لتوفير الاستشارات والخبرات لمن تنقصهم الخبرة من الشباب، وهذا إلى جانب دور الأسرة. ولحديثنا بقية.