نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة أمس مؤتمرا للنشر الرقمي تزامناً مع معرض جدة للكتاب، المقام بمركز "سوبر دوم"، وقد تناول خلاله عدد من المختصين والكتّاب والناشرين، جملةً من الموضوعات المتعلقة بالنشر الرقمي ودوره في تسهيل التعلم والقراءة، لا سيما لفئة ذوي الإعاقة، إضافةً إلى خلق الفرص، ومواجهة تحديات التعلم من خلال النشر الرقمي، وقضايا النشر التقليدي والرقمي والنشر الذاتي، والذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفه في مجال الطباعة والنشر. وفي جلسةٍ بعنوان "النشر الرقمي يسهل التعلم والقراءة"، أكد المتحدثون أهمية دور النشر الرقمي والقنوات الرقمية في وصول الكتب لجميع فئات المجتمع على اختلاف تطلعاتهم وثقافاتهم وميولهم، وخصوصًا فئة الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية خدمته لهم، في العصر الذي تتسارع فيه صناعة المحتوى وتقنية المعلومات. وأكدت المستشارة نورة الجبالي، أن الهيئة وصلت لمرحلة الوعي والفهم وتوفير المحتوى السهل واليسير، حيث أُنشئت الهيئة في العام 2019م لتهتم بخدمة ذوي الإعاقة، وحل الفجوات الموجودة، من خلال توفير منصة تسهل الوصول للمواقع والتطبيقات والمحتوى المكاني، كما عممت الهيئة على جميع الجهات الحكومية بأن تكون التعاملات كلها بلغة الإشارة، مع وجود تطبيقات تخدم ذوي الإعاقة، منها "مواءمة" و"إشارة". في حين أشار جونسون، إلى أنهم يعملون مع الجمعيات الخيرية، ويدعمونها من أجل تسهيل الوصول إلى جميع الفئات وضمان إيصال التعليم لهم بيسر وسهولة، خصوصًا ذوي الإعاقة منهم، كما أوضح أنهم يعملون على تزويدهم بالمحتوى الرقمي، ولكن مازال هناك شح في المحتوى، مضيفاً: "إننا محتاجون للوعي ثم الوعي بالمؤسسات التعليمية، حيث ما زلنا نعاني من مشكلات التقنية، وعلينا إدخال الذكاء الصناعي في المنتجات كلها، حتى نستطيع الوصول لأكبر شريحة قابلة للتعلم، ومساعدة ذوي الإعاقة"، وشدد الدكتور مهنا المهنا أن الوصول الرقمي سهّل حياة الأشخاص الذي يعانون من مشاكل بصرية. وعن واقع النشر الرقمي وأحواله ومدى انتشاره والإقبال عليه، ناقش مختصون في جلسةٍ بعنوان "خلق الفرص ومواجهة تحديات التعلم من خلال النشر الرقمي"، أدارها الكاتب والناشر إبراهيم آل سنان، الذي مهد الجلسة بالحديث عن تخوف بعض الكتاب والناشرين من الكتب الرقمية، بسبب ضياع الحقوق، متسائلاً عن الحلول المطلوب إيجادها للقضاء على هذه المخاوف، في حين أوضح مدير إدارة حق المؤلف إبراهيم عسيري أنه في ظل البنية التحتية والتشريعية والقانونية والسياسات المُقرة والاتفاقيات الدولية، أضحى النشر الرقمي آمنًا ومحفزًا ومشجعًا. وناقش عدد من المتخصصين، في الجلسة التي حملت عنوان "تقنيات جديدة في القراءة الإلكترونية"، الابتكارات المتتالية في طرق تقديم المحتوى الرقمي، وطرق إنتاج الكتب ونشرها وترويجها، وعن دور المساعد الشخصي الذكي في التصفح والقراءة بالصوت، تناول مختصون ومعنيون بالتطبيقات الذكية أهم القضايا المتعلقة به، في جلسةٍ بعنوان "كيف يُغير المساعد الشخصي الذكي طريقة قراءتنا"، وشكّل الصراع بين النشر التقليدي والإلكتروني حضورًا في المؤتمر من خلال جلسة بعنوان "منصات تسويق المحتوى الرقمي"، وفي جلسةٍ بعنوان "المحتوى الرقمي للأطفال لجيل قارئ ومثقف"، ناقش مختصون أهم التحديات المعاصرة لتوفير المحتوى الرقمي للأطفال بمختلف الخيارات، مؤكدين أن المبتكرين يطورون اليوم طرقًا جديدة في مجال تقنية النشر لتثقيف الجيل القادم وإشراكه في قراءة الكتب، وشهد المؤتمر إقامة ورشتي عمل عن النشر الرقمي.