هيمنت مفردة "الرقمنة" ومشتقاتها الثقافية على مداخلات وجلسات اليوم الثاني بمؤتمر الناشرين الدولي، وأكد المشاركون على أهمية تحول الكتب التقليدية إلى النشر الإلكتروني، مبينين أن ذلك لم يعد خياراً بل ضرورة للبقاء للموائمة مع صناعة النشر الرقمية المستقبلية، حيث تشير الإحصاءات أن 70% من الناس في مختلف دول العالم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية. التوزيع الرقمي وخلال جلسة "التوزيع الرقمي في العصر التقني والطباعة حسب الطلب"، في مؤتمر الناشرين الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2021، ذكرت نجاة ميلاد مديرة إحدى دور النشر الفرنسية بأن اختراعاً فرنسياً جديداً من شأنه أن يغير مجرى وصول المعرفة للناس في العالم، وهو "عبارة عن روبوت مطبعة يجمع كل مراحل الطباعة في آن واحد، ومرتبط بالإنترنت، ويحوي قاعدة بيانات لكل الكتب الناشرين الإلكترونية في العالم بكل اللغات"، مضيفة أن هذا الابتكار (بحجم متر مربع) سيجعل القراء يطبعون كتبهم بأنفسهم في الأماكن العامة. الجاهزية للذكاء الاصطناعي وخلال الجلسة الثانية المعنون ب "هل قطاع النشر جاهز للذكاء الاصطناعي؟"، أوضحت بيانكا ماتسيك مديرة إحدى دور النشر الأوروبية على زيادة استخدام هذه الخاصية في صناعة النشر خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وهو ما أدى إلى تقليل عدد الموظفين، وتطوير النماذج الذكية لمعظم دور النشر، إلا أن ذلك لا يعني استبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي خاصة في الأمور الأدبية والفكرية، فالإحلال سيكون فقط في "الأنشطة الروتينية". وغيره". ترافاجينلي : مهتمون بدخول سوق النشر السعودية وناقش المشاركون في جلسة "دور الوكيل في الترجمة وحماية حقوق المؤلف"، أهمية وجود محتوى يستطيع الوكيل المراهنة عليه وتوسيع انتشاره، وقال الكاتب ووكيل النشر الدكتور تيموثي ترافاجينلي :" من الصعب أن نجد عملاء من لغات مختلفة بالولايات المتحدةالأمريكية، لذلك نحاول طرح ما يتناسب مع كل لغة وثقافة وترجمتها لتصل لجميع القراء"، وذكر أن الترجمة الإنجليزية للكتب تلقى رواجاً واسعاً"، مؤكدًا أنهم مهتمون بدخول سوق النشر السعودية، لزيادة نمو صناعة الكتب. مستقبل النشر وفي جلسة "مستقبل النشر"، ذكر ماثيو شانز، المتخصص في النشر الرقمي، أن التحول بسوق النشر يعتمد على التسويق وفهم احتياجات المستهلكين، موضحاً أن هناك ثلاثة أمور للنشر المستقبلي وهي الحالة الذهنية التي يتمتع بها الناشر والمسوق، والبحث عن الجديد في لسوق الرقمي، والتوجه نحو بناء العلاقات من خلال الوسائط الإلكترونية، وبينت شانتال ريستفو رئيسة النشر الدولي، أن هناك بيانات توجه الناشرين للابتكار، مشددة على أهمية ان تكون المواد جاهزة من خلال المنصات والأسواق المختلفة باستخدام البيانات الاجتماعية. الكتب والبودكاست وتحت عنوان "العلاقة بين الكتب والبودكاست"، بين مؤسس بودكاست ساندوتش ورقي "أنس بن حسين" أن الكتب الصوتية والبودكاست داعمة للكتاب التقليدي، مضيفاً أن الرؤية الأساسية للبودكاست تجسير بين الكتاب والمتلقي، مبينًا أن تحديد الجمهور المستهدف يتم عبر البيانات ونوعية المحتوى. الوسائط الجديدة وأوضح الباحث "أحمد بن شبيب" في جلسة "توثيق التغيير"، أن أهمية النشر لا تتبلور من أجل رواية القصص ولكن لنقل وتوثيق المتغيرات، وعالمنا العربي يحمل مدن وتجارب لها هوية خاصة تستحق الحضور والبحث، منوهاً أن أفضل طرق توثيق التغيير هي الوسائط القادرة على نقل الشخص من مكانه إلى مكان آخر، لذلك فإن الكتاب والفيلم وغيرها هي ذاكرة مشتركة وقابلة للوصول للجميع، خاصة للتواصل مع الأجيال الجديدة. تحفيز الكاتب والناشر واختتم مؤتمر الناشرين فعالياته بجلسة "لقاء الناشرين في المملكة العربية السعودية"، وأكد المشاركون فيها أن عملية النشر في السعودية توازي النشر في مختلف أنحاء العالم، وتطمح للوصول إلى مستوى تتافسي أعلى؛ للريادة في هذه الصناعة المحورية، وذكروا أن معرض الرياض الدولي للكتاب دلالة ملموسة على قدرة هذا الكرنفال في تحفيز الكاتب والناشر على تقديم المزيد، وخلق تنافسية ترفع جودة الناشرين المحليين.