عرفت قديماً بين الأهالي باسم "الديرة"، لكونها جزءاً أصيلاً من هويتهم وتاريخهم، واشتهرت بموقعها الفريد الذي كان يقع على طول طريق الحج من دمشق إلى مكةالمكرمة، وكانت ملتقى القوافل التجارية. إنها "بلدة العلا القديمة" في محافظة العُلا التي تعد من أبرز الأماكن التي تلفت انتباه زائري المحافظة بمنازلها التي تبلغ نحو 900 منزل، بنيت من الطوب الطيني الصامد منذ عشرات السنين. وبعد أن أعادت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تأهيل البلدة بمواد طبيعية روعي من خلالها الحفاظ على الهويه المعمارية، وفقًا لمبادئ اليونسكو والمعايير الدولية لصيانة وترميم الآثار والمواقع، أصبحت رافداً اقتصادياً لأهالي المحافظة، حيث تضم بين جنباتها العديد من المحال التجارية المتنوعة ما بين المشغولات والحرف اليدوية والمنتجات المحلية، والمطاعم والكافيهات المتاحة طوال العام. ويعمل في تلكم المحال عدد من أبناء المحافظة وبناتها، حيث حرصت الهيئة على دعمهم وتأهيلهم بعدد من الدورات وورش العمل التي تُساعدهم على تحقيق النجاح في العمل بشكل احترافي. كما يوجد في داخل البلدة مسجد حدد قبلته النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن هناك أحجار فحدده -عليه الصلاة والسلام – بعظام، وهو في طريقه لإحدى غزواته, فبناه أهلها بعد ذلك وأسموه مسجد العظام، إضافةً لقلعة باسم موسى بن نصير وأخرى باسم قلعة العلا التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر، والطنطورة التي تعرف بالساعة الشمسية التي يعرفون من خلالها مواسم الزراعة، ومواعيد توزيع مياه العيون. وفي آخر البلدة توجد قرية "الجديدة" التي صُممت لتكون أحد الخيارات السياحية التي تجد فيها التنوع الممزوج بالحداثة يتوسطها مكان مفتوح للمشاة، أضيف إليه ألوان جعلت منه تحفة فنيه، إضافة إلى عدد من المحال والفعاليات الأخرى المتعددة التي توزعت في خمس ساحات مميزة، وهي: ساحة الفن، ساحتنا، ساحة المعايدة، ساحة الواحة، ساحة القناة, حيث تلاقي تلك الأماكن إقبالاً واسعاً من الزوار، وما زالت الأعمال التأهيلية قائمة على عدد من المواقع الأخرى التي ستكون متاحة للجميع.