رفض العراق استخدام أراضيه مقراً أو ممراً لتهديد أمن المنطقة ودول الجوار، مؤكدا أهمية اللجوء للحوار واستدامته لمواجهة التحديات لاسيما الأمنيّة، وبما يحفظ سيادة العراق ويعزز أمن واستقرار المنطقة. وقال وزير الخارجية العراقية، فؤاد حسين، أمس (الأحد)، خلال لقائه بوفد أمريكي على هامش اجتماعات حوار المنامة التي تجري أعماله في العاصمة البحرينية، إن العراق ماض باتجاه الانفتاح على جميع الدول وبالخصوص على دول مجلس التعاون الخليجي، وإبرام علاقات متوازنة مبنيّة على تحقيق المصالح المُشترَكة، وحفظ السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فيما أكد الوفد الأمريكي حرص الولاياتالمتحدة على العمل مع حكومة وشعب العراق، مجددين التزام واشنطن بدعم العراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية وإلحاق الهزيمة بها. وتعرضت مواقع الأكراد في شمال العراق لغارات جوية في الأيام الماضية، مما أسفر عن تدمير 89 هدفا، حيث استهدفت قواعد لحزب العمال الكردستاني ومسلحي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا جناحا لحزب العمال الكردستاني. ومجدداً تنشب إيران أظافرها بظهر العراق علانية بعد تصريحات رئيس فيلق القدس إسماعيل قاآني، والذي توعد بشن حرب برية لاجتياح إقليم كردستان. وتشكل الجارة الشرقيةإيران للعراق واحدة من أهم التحديات الأمنية والجيوسياسية التي وضعت مستقبل البلاد أمام هدر فرص البناء السياسي والتحصين السيادي من خلال تدخلها بالشؤون الداخلية والعمل على صناعة المجاميع الولائية في عمق سلطة بغداد. وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن طهران بعثت رسالة تهديد للمسؤولين في بغداد، بشن عملية عسكرية برية في شمال البلاد، مبينة أن التهديد الإيراني باجتياح العراق نقله قائد فيلق القدس قاآني الذي وصل إلى بغداد الإثنين الماضي في زيارة غير معلنة استمرت يومين. وجاءت تصريحات قاآني بعد نحو أربعة أيام على هجوم بطائرات مسيرة استهدف مناطق في السليمانية وأربيل في إقليم كردستان مقار حزب معارض لطهران ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 10 أشخاص قابلها إدانات ورفض دولي وأممي. وتوعد قاآني خلال الزيارة السرية بتنفيذ عملية عسكرية بالقوات البرية لاجتياح مناطق في شمال العراق، ما يؤكد أن الملالي يستهدفون زعزعة الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة. وأفصح مجلس النواب العراقي منتصف أكتوبر الماضي عن تحرك نيابي يتضمن تدويل الانتهاكات الإيرانية بحق سيادة العراق وكذلك بما يختص بموضوع المياه واعتماد سياسة تعطيش أرض الرافدين. ومنذ أكثر من عامين بدأت إيران بتصعيد هجماتها باتجاه مناطق إقليم كردستان، كان أشدها هجوماً ب12 صاروخاً باليستياً، مارس الماضي، استهدف مناطق في أربيل تسبب بخسائر مادية كبيرة، تبنى مسؤوليته الحرس الثوري بذريعة وجود مقار إسرائيلية. وعلى مدار عقدين، عمدت إيران على تأسيس ودعم قوى مشبوهة شكلت لاحقاً بما يعرف بدولة الظل لتقويض الاستقرار في بغداد. وتبدي الأوساط الشعبية العراقية رفضاً واستياء كبيرين للتدخلات الإيرانية في شؤون البلاد، وقد انعكس ذلك الغضب عبر العديد من المظاهرات الاحتجاجية التي حملت طهران مسؤولية عمليات القتل الممنهج الذي طال الكثير من الرموز الوطنية. إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ضرورة التزام الجيش العراقي وقوات الأمن بالحياد التام إزاء التجاذبات السياسية. وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، إن ترأس اجتماعاً لقادة ومسؤولي الأجهزة الأمنية والتشكيلات العسكرية في محافظة الديوانية. وأضاف أن "السوداني استمع إلى إيجاز عن الخطط الأمنية والإجراءات المتخذة في المحافظة، من أجل استدامة استقرارها وأمن أقضيتها ونواحيها، وبما يحفظ حياة المواطنين وأمنهم والممتلكات العامة والخاصة"، موضحاً ضمن حزمة من التوجيهات، أهمية خوض التحدّيات التي تواجه القوات الأمنية، وهي تنفذ واجبها في تطبيق القانون وإنفاذه.