لم يكن واسع الشهرة بين أبناء بلاده عندما تولى قيادة المنتخب الوطني قبل 5 أعوام، لكن زلاتكو داليتش كتب تاريخ كرة القدم في البلد البلقاني، بعدما بلغ مع "فاتريني" نهائي كأس العالم 2018. وبعد 4 سنوات، يخوض المدرب الاستراتيجي البالغ 56 عاماً، نهائيات كأس العالم مرة جديدة في قطر على أمل الوصول لأبعد من الميدالية الفضية. لدى تعيين داليتش في 2017، رأى رئيس الاتحاد الكرواتي السابق دافور شوكر أنه يريد إحداث "صدمة إيجابية" لمنتخب لديه حظوظ ضئيلة في التأهل إلى مونديال روسيا. اختيار لاعب الوسط الدفاعي السابق، الذي أمضى غالبية مسيرته التدريبية الجيدة في منطقة الخليج العربي، لم يحظ بالثقة لدى شعب الدولة الصغيرة البالغ تعداد سكانها نحو 4 ملايين نسمة. بعد مرور 9 أشهر فقط، بلغ الفريق بقيادة لوكا مودريتش نهائي المونديال الروسي، فأضحى داليتش من بين أشهر الكرواتيين. الأب لطفلين الذي لطالما تحدث عن تفانيه لعائلته، ولد عام 1966 في مدينة ليفنو التي باتت حالياً جزءاً من البوسنة والهرسك بعد تفكك يوغوسلافيا السابقة. يُكنّى ب "دالا".. في عمر ال 17 استهل مشواره في نادي هايدوك سبليت الكرواتي، في الفترة التي كان البلدان يتبعان للاتحاد اليوغوسلافي. قضى مشواره كلاعب كاملاً في الأندية اليوغوسلافية السابقة بما فيها الكرواتية، قبل أن ينتقل إلى التدريب عام 2000، وفي ال 25 بدأ يكوّن أسلوبه في مهماته الجديدة، حيث كان يدون كل شيء في مفكرته. بين 2010 و2017، درّب داليتش الكثير من الأندية الكبيرة في السعودية (الفيصلي والهلال) والإمارات العربية المتحدة (العين)، حيث اختير مرتين كأفضل مدرب، وبلغ نهائي دوري أبطال آسيا 2016 مع العين الإماراتي. نال إشادات كثيرة من قبل خبراء كرة القدم، بهدوئه ومثابرته، وكمدرب قادر على استخراج الطاقة الإيجابية من عناصره، فضلاً عن قدرته على اتخاذ القرار المناسب. ويعد داليتش من أشد المؤيدين للعمل الجماعي والتماسك، خارج إجراءات العمل التدريبي. عُرِف لدى الكرواتيين خلال مشواره في مونديال روسيا 2018، ب "النبل والوحدة". وفي العام الماضي، مدد عقده إلى نهاية بطولة كأس أوروبا 2024 التي تستضيفها ألمانيا، بعدما قاد المنتخب في النسخة القارية الماضية 2021.