تواصل غضب الشعب غرب إيران، في استمرار لسلسلة التظاهرات التي لم تهدأ في البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي، تنديداً بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، حيث نزل عدد من المتظاهرين إلى الشوارع في مدينة مريوان الكردية، أمس (الأحد)، احتجاجاً على مقتل نسرين قادري، هاتفين "الموت لخامنئي" والموت للديكتاتور"، كما أغلقوا عدداً من الشوارع، فيما ردت قوات الأمن على المتظاهرين بالرصاص الحي. وعمدت تلميذات المدارس في المنطقة إلى إضرام النار في العلم الإيراني، وهتفن "المرأة، الحياة، الحرية"، في يوم دفن قادري التي توفيت إثر ضرب بهراوات قوات الأمن خلال الاحتجاج. وبالتزامن، تجمع عدد من طلاب جامعة "شيخ بهائي" في أصفهان وسط البلاد، في الحرم الجامعي، مطلقين الهتافات ضد النظام، وقوات الحرس الثوري والباسيج، التي عمدت طيلة الأسابيع الماضية إلى ممارسة أقسى أساليب القمع ضد المحتجين. وتأتي هذه التطورات، فيما يتوقع أن تشهد البلاد، تظاهرات أخرى، تلبية لدعوات أطلقها شباب أحياء محافظاتطهران ولرستان وتبريز. ومنذ مقتل أميني بعد ثلاثة أيام من اعتقالها على أيدي شرطة الأخلاق، لم تهدأ التظاهرات في البلاد، فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام، فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، واعتقال المئات. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن 314 متظاهرا قتلوا في الاضطرابات حتى يوم الجمعة، بينهم 47 قاصرا، كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصا بينهم 392 طالبا، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة. من جهة ثانية، شهدت محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي إيران، أقدام جندي على قتل زميله و3 من عناصر الشرطة، فقد أعلن قائد الشرطة في مدينة بمبور بالمحافظة، علي رضا صياد، أن "حادثاً بدوافع شخصية" وقع في مركز شرطة المرور عند طريق إيرانشهر-بمبور السريع، وأدى "لمقتل 4 أفراد من الشرطة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية، موضحا أن أحد المنتسبين للشرطة أطلق النار في المركز جراء خلاف شخصي بينه وبين عنصر آخر.