تواصلت عاصفة الاحتجاجات العمالية في المدن الإيران مهددة باقتلاع نظام الملالي من جذوره، بينما انضم عمال البتروكيماويات في مصفاة عبادان، جنوب غربي البلاد، أمس (الثلاثاء)، إلى الإضرابات التي نظمها عمال شركات النفط على مستوى البلاد، متجمعين أمام البوابة رقم 14، تضامناً مع الاحتجاجات المستمرة في عموم البلاد إضافةً لمطالب أخرى تتعلق بعدم دفع الأجور لشهور. في وقت امتنع ما لا يقل عن 1000 عامل في منشآت بوشهر ودماوند وهنكام للبتروكيماويات في عسلوية عن العمل، وتجمعوا بالقرب من المنشآت مغلقين الطرق المؤدية إليها استعدادا لمواجهة قوات الأمن. ونُظمّت حركات إضراب بعدة منشآت للطاقة في جنوب غرب إيران لليوم الثانيأمس، إذ احتج العمال في مصفاة نفط عبادان وكانجان ومنشأة بوشهر للبتروكيماويات. وأظهرت مقاطع فيديو عشرات العمال وهم يهتفون "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، فيما أوقفت السلطات الإيرانية عدداً من الأشخاص على هامش تجمع لعمال في منطقة حيوية للإنتاج النفطي بجنوب البلاد. وتعد عسلويه الواقعة في محافظة بوشهر والمطلة على الخليج، من المناطق الأساسية للطاقة والبتروكيماويات في إيران، لاسيما حقل بارس الجنوبي للنفط والغاز. وقال حاكم المدينة علي هاشمي إن عمالاً في مصنع للبتروكيماويات يقع في عسلويه، نظموا تجمعاً نقابياً، وفقا لوكالة "فارس"، مضيفا: "للأسف، اخترق بعض الانتهازيين التجمع، وقاموا بإضرام النيران ببعض الأكشاك الموجودة في الموقع إضافةً إلى بعض حاويات النفايات"، مشيرا إلى أنه مع تدخل قوات الأمن، تم تفريق هؤلاء الأشخاص وتوقيف عدد منهم، من دون تقديم تفاصيل إضافية. وتأتي التحركات العمالية في وقت تشهد إيران منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، احتجاجات واسعة على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس. وقد استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في إيران أمس، وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي دبابات تُنقل إلى المناطق الكردية التي كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني. وفيما دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الرابع، جددت الولاياتالمتحدة وقوفها إلى جانب المحتجين. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن العالم يشاهد احتجاجات إيران، بينما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يصف المحتجين بالذباب. وأضاف أن بلاده تقف إلى جانب المحتجين في إيران، لافتاً إلى أن واشنطن ستحاسب مستخدمي العنف الساعين لإسكات أصوات المحتجين. يشار إلى أنه منذ وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما، في 16 سبتمبر الماضي بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، لم تهدأ التظاهرات في البلاد. فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام. في حين عمدت السلطات إلى أساليب القمع والعنف، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين.