مما لا شك فيه ان حالة التأهب التي يضع فيها الفرد ذاته حالة مهمة وأداة تطور سريعة ونمو مترابط وحقيقي ولكن ماذا لو ان التأهب لا يصب في مصلحة الفرد؟ ماذا لو ان التأهب أحد اهم مدمرات الفرد دون ان يشعر؟ جميعنا نعلم ان المبالغة في كل شيء تحدث ضررًا لأن هذا يسبب خللًا واضحًا في منظومة حياة الفرد وفي مجتمعه الذي هو جزء مهم فيه والمبالغة في القلق والخوف يسببان حصرًا وحبسًا نفسيًا حادا في حياة الفرد ويؤثر جسديًا ايضاً ليس نفسيًا فحسب. يعد الحصر النفسي أحد أسوأ المعارك التي تدور في عقل الفرد اذ انه يظل حبيسًا في دوامة من القلق والخوف والتأهب التام السلبي لكل قادم اذ يظل الفرد منتظرًا لكل موقف سلبي سيحصل بل ويتخيل أحداثًا ويرسم صورًا في مخيلته ويعيش مع هذه الحالة والتي من شأنها تبدأ في تدميره ببطء. وكما نعلم ان إنهاك العقل بكثرة التفكير ينهك الفرد ويشوش نظرته بل يحول بينه وبين اهدافه الاساسية التي عليه تحقيقها فيظل يفكر مرارا وتكرارا في احداث لم تحصل ويظل متعكر المزاج على الدوام وتبدأ نوبات الخوف تنتابه وتتكرر عليه باستمرار. ان هذه الحالة التي يضع فيها الفرد نفسه حالة مؤلمة للغاية للفرد ذاته ولمحيطه الداخلي وكذلك مجتمعه أيضا. كما انه يصبح منعدم التركيز وقليل النوم ومتشائما من كل شيء وذا نظرة سلبية بحتة وكل هذه العوامل كفيلة بإضعاف قدرته على مواصلة حياته بشكل طبيعي. على الفرد ان يغير نمط حياته فور شعوره بالقلق المتزايد والانشغال بكل عمل يحبه حتى لا يترك نفسه فريسة للعدو الاول الا وهو الفراغ والاسترخاء والتحدث مع الاخرين وكذلك اللجوء الى الكتابة الانفعالية حتى يتجاوز الحصر النفسي.