أكد مختصون نفسيون أن القلق النفسي والخوف نتيجة لقاح كورونا استجابة طبيعية أثناء الضغط الخارجي، فهو شعور بالخوف بشأن ما هو مجهول، وهذا ما حدث تحديدا مع وباء حل على العالم، مغلفا بغلاف الغموض والضبابية مما ولد الكثير من الأسئلة، والقليل من المعلومات، وأشاروا ل«عكاظ»، إلى أن بدايات ظهور اللقاح حولت قلق الأفراد من المرض إلى اللقاح ضد المرض وهذا هو الأمر الطبيعي والمتوقع، فالإنسان بطبعه عدو ما يجهل خاصة بعدما تزامن ظهور بعض الشائعات. وأكدت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة عبير بنت علي محمد رشيد، أن القلق النفسي بدأ من قبل اللقاح وذلك مع تسارع انتشار فايروس كورونا فأصاب العالم أجمع ليغير مجرى الحياة الطبيعية ويتسبب في أزمات كبيرة لجوانب متعددة، وكان لأزمات الصحة العقلية والنفسية نصيب الأسد، وفي مقدمتها القلق نحو المستقبل خاصة بعدما شهد الأفراد الآثار السلبية الناجمة من هذا الوباء على حياتهم وحياة من حولهم مما أصابهم بحالة من الذعر لم يسبق لها مثيل من قبل، ليس هذا فحسب، بل جاءت الشائعات والمعلومات المغلوطة لتزيد من معدل الخوف لدى الأفراد، وفي رحلة البحث عن الحقيقة لتهدئة النفس من ذعرها تراكمت الأفكار السلبية حتى ولد القلق وترعرع سريعا فأصبح هو من يقود الموقف. وأوضحت الدكتورة عبير أنه مع مضي الوقت وكلما اتضحت الرؤية قليلا بشأن الوباء المستجد، انخفض معدل القلق حتى تدرج الأفراد في ممارسة حياتهم الطبيعية وعادوا ولكن بحذر، إلى أن وجد اللقاح المنتظر الذي جاء لينهي الرحلة المرهقة ويخرج أفرادها من دائرة الخوف والقلق إلى بر السلام والأمان النفسي. وأشارت الدكتورة عبير إلى أنه في بدايات ظهور اللقاح تحول قلق الأفراد من المرض إلى اللقاح ضد المرض وهذا هو الأمر الطبيعي والمتوقع فالإنسان بطبعه عدو ما يجهل خاصة بعدما تزامن ظهور بعض الشائعات والمعلومات المغلوطة من غير المختصين بشأن عواقبه تماما كما حدث في بداية الأزمة. وبينت الدكتورة عبير أنه لحرص قيادتنا على سلامة الأفراد النفسية في ظل هذه الظروف الاستثنائية أصبحوا قدوة، فكانوا في الصفوف الأمامية ممن بادروا بأخذ اللقاح ليطمئنوا المجتمع ويؤكدوا على سلامة اللقاح وفاعليته في التصدي لهذا الوباء، مما كان له عظيم الأثر في تهدئة النفوس وخفض معدل القلق، فأقبل الأفراد مطمئنين على أخذ اللقاح بنفسية ملؤها الراحة والهدوء والسلام، حتى تلاشى الخوف والقلق. بدوره، أوضح المختص في الإرشاد النفسي عبدالرحمن بن خالد العبدالواحد، أنه من الطبيعي ظهور حالات من الخوف والقلق بخصوص أي لقاح جديد خصوصا أن هذا اللقاح أتى بعد جائحة شهدها العالم بأكمله. وبين العبدالقادر أن هذا أدى إلى ظهور اضطرابات نفسية تمثلت في الخوف والقلق والاكتئاب. وأشار إلى أنه في أحد استطلاعات الرأي تم طرح السؤال التالي «هل تنوي أخذ اللقاح عند طرحه؟»، فقد أجاب 24% بنعم، لإيمانهم بمأمونية اللقاح، فيما أجاب 40% سأنتظر قليلاً، و36% قالوا لن آخذ اللقاح. فالذين أجابوا سأنتظر قليلا بسبب الخوف والقلق من اللقاح وظهور أثره على متلقي اللقاح، والذين أجابوا لن آخذ اللقاح أيضاً بسبب الخوف والقلق ولإيمانهم بعدم مأمونية اللقاح، فالخوف والقلق من أكثر الاضطرابات النفسية المترتبة على الخوف من أخذ اللقاح التي تسببت في حالة من الهلع لدى البعض بسبب الشائعات السلبية التي تؤثر على قناعات الفرد بسبب الأفكار المترتبة في عقله والمترتبة على ما يثار من آثار سلبية للقاح وأيضاً قضية المؤامرة وبناء تركيبة سكانية جديدة وتقليص عدد سكان الكرة الأرضية. وأفاد العبدالواحد بأنه بالعودة إلى بدايات ظهور فايروس كورونا ظهرت بعض التغيرات في الأنماط السلوكية والاجتماعية والنفسية أثناء الجائحة وستظهر بعض هذه التغيرات بعدها. وأكد العبدالواحد أهمية نشر الأخبار الإيجابية للقاح في المجتمع، فعلى كل مسؤول ورب أسرة بعد الاطلاع على التقارير الإيجابية للقاح نشر المعلومات الصحيحة التي تخفف من القلق والمخاوف من هذا اللقاح لينعم المجتمع بالأمن النفسي.