انطلاقة جديدة لمسار الأزمة اليمنية باتجاه الحل السياسي، وبرعاية من مجلس التعاون الخليجي ، بدأت أمس المشاورات (اليمنية – اليمنية) في مقر الأمانة العامة بالرياض، وتستمر حتى السابع من أبريل ، لرسم خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف ، وذلك بمشاركة المكونات والأحزاب والشخصيات اليمنية ، بمن فيهم الحوثيون ، وبحضور أممي ودولي وإقليمي واسع ، استجابة لدعوة الأمين العام لمجلس التعاون ، وامتداداً للجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها دول المجلس لحل الأزمة بين الأطراف اليمنية سلمياً، ودعم الجمهورية اليمنية والشعب اليمني تنموياً وإغاثياً وإنسانياً. ويمثل انعقاد المشاورات اليمنية – اليمنية في المملكة ترجمة لمقررات البيان الختامي للدورة الثانية والأربعين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. والتي تتولى المملكة رئاستها الحالية ، وتهدف إلى توحيد كلمة اليمنيين كافة، وإنهاء الأزمة المستمرة منذ ثمان سنوات عبر الحوار بين جميع القوى والمكونات اليمنية، للوصول لحل سياسي شامل ، حيث ترى دول المجلس أن الخيار الوحيد لحل الأزمة اليمنية هو الحل السلمي، بمشاركة وتوافق جميع الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات المستقلة اليمنية . فرصة لتحقيق السلام هذه الجهود الخليجية المخلصة أشار إليها الأمين العام للمجلس الدكتور نايف الحجرف في كلمته الافتتاحية للمشاورات ، بأن "اتفاق الرياض" يشكل خارطة طريق في اليمن واستكمال بنوده هو مطلب يمني ، مؤكدا أن «لحل السلمي هو السبيل الوحيد للأزمة في اليمن، وأن المشاورات تمثل منصة لتشخيص الواقع لنقل البلاد من الحرب إلى السلم. وشدد الحجرف على أن نجاح المشاورات اليمنية ليس خيارا بل واقع يجب تحقيقه ، معربا عن أمله في أن تكون فرصة لتحقيق السلام في اليمن ، مؤكدا أن جهود المجتمع الدولي تشكل دعما دوليا لإنهاء الصراع في اليمن، كما ثمّن استجابة تحالف دعم الشرعية باليمن لدعوة وقف إطلاق النار، مؤكداً أنها مشكورة وداعمة لجهود المشاورات. من هنا توفر المشاورات اليمنية – اليمنية برعاية مجلس التعاون الخليجي، فرصة حقيقية للحوثيين لإثبات جديتهم في تحقيق السلام، وعدم تبعيتهم للأجندات الإقليمية الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، وجعل اليمن مصدر تهديد لدول الجوار، وللأمن الإقليمي والدولي، من خلال المشاركة الفاعلة والبناءة في هذه المشاورات إلى جانب بقية الأحزاب والقوى والشخصيات اليمنية المشاركة. ومن المقرر أن تناقش المشاورات 6 محاور، من بينها العسكرية والسياسية والإنسانية والتعافي الاجتماعي. كما تهدف المشاورات اليمنية – اليمنية إلى فتح ممرات إنسانية وتحقيق الاستقرار ، كما تهدف المشاورات اليمنية-اليمنية إلى فتح ممرات إنسانية وتحقيق الاستقرار. وشهدت فعاليات اليوم الأول (الأربعاء) جلسة عن الشراكة بين مجلس التعاون واليمن، فيما تتناول المشاورات اليمنية المحاور الرئيسية، في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والإغاثية والإعلامية، وذلك خلال جلسات مشاورات متعددة ومتزامنة تبدأ في العاشرة صباحاً وتنتهي في الثالثة والنصف عصراً. جهود خليجية مخلصة تأتي المشاورات اليمنية – اليمنية برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية امتداداً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، واستمرار للجهود المخلصة لدول مجلس التعاون لحل الأزمة سلمياً، وتأكيداً لدعواتها المستمرة لتوحيد الصف اليمني ونبذ الخلافات بين القوى والأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، من دون إقصاء أي طرف من الأطراف. فقد بذل مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مدى سنولت الأزمة ، جهوداً حثيثة ومستمرة لحل الأزمة اليمنية، وتمثلت أبرز تلك الجهود في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي مثلت – حين إطلاقها في العام 2011 – عاملاً أساسياً في مساعدة الأشقاء اليمنيين وحقن دمائهم، ومنع انزلاق اليمن نحو الفتنة والفوضى، وتحقيق انتقال سلمي وسلس للسلطة عبر مرحلة انتقالية لمدة سنتين. ولم تتوان دول الخليج عن بذل الجهود لحل الأزمة اليمنية منذ أحداث سبتمبر 2014، وكذلك دعم المبادرات الإقليمية والدولية الداعية لحل الأزمة سلمياً، ومنها المؤتمرات التي رعتها الأممالمتحدة في كل من جنيف وستوكهولم، والمفاوضات بين الأطراف اليمنية برعاية دولة الكويت، والوساطة العمانية، والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، واتفاق الرياض.