محلل: دول التعاون وعلى رأسها المملكة تدفع إلى الحلول السياسية السلمية دعت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لانعقاد جلسة مشاورات يمنية-يمنية، بمشاركة جميع المكونات والأطراف اليمنية -بمن فيهم الحوثيين- في مقر الأمانة العامة للمجلس بمدينة الرياض، بهدف الوصول لحل توافقي شامل ينهي -أو يساهم في إنهاء- الأزمة الدائرة في اليمن. وتأتي هذه الدعوة انفاذاً لمقررات البيان الختامي لأعمال الدورة (42) للقمة الخليجية والتي عقدت في الرياض في شهر ديسمبر 2021م، والتي تتولى المملكة رئاستها الحالية، وتهدف إلى توحيد كلمة اليمنيين كافة، وإنهاء الأزمة المستمرة منذ 8 سنوات عبر الحوار بين جميع القوى والمكونات اليمنية، للوصول لحل سياسي شامل وتؤكد الدعوة الموجهة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي دعم دول مجلس التعاون الخليجي للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية امتداداً لجهود ومبادرات المجلس لإيجاد حل سياسي للأزمة، ومن ذلك المبادرة الخليجية في العام 2011، كما تأتي دعماً للمبادرات الدولية ذات الصلة، ايماناً من دول المجلس بأن الحل السياسي للأزمة بيد اليمنيين ويمكن الوصول إليه عن طريق الحوار والتشاور بين جميع الأطراف اليمنية بهدف انهاء معاناة الشعب اليمني. مساهماتها منذ عقود وامتداداً لجهود دول المجلس لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، ودعم الشعب اليمني تنمويا واغاثيا وإنسانياً. كما تجسد هذه الدعوة إيمان مجلس التعاون الخليجي بأن الشعب اليمني بجميع أطيافه جزء من النسيج الاجتماعي لدول الخليج حيث يشترك المجتمع اليمني مع المجتمعات الخليجية في العادات والتقاليد والتاريخ، وتنظر دول مجلس التعاون الخليجي إلى أمن واستقرار اليمن كجزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول المجلس كافة؛ ويظهر ذلك جليا من خلال قيام دول الخليج بدور رئيس في تخفيف المعاناة عن الأشقاء في اليمن عبر المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية التي قدمتها عبر المراكز الإنسانية وجهات الاختصاص الخليجية، وما تم تقديمه خلال مؤتمرات المانحين التي كان لدول الخليج النصيب الأكبر من مساهماتها منذ عقود. وتري دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأن الحل السياسي للأزمة بيد اليمنيين ويمكن الوصول إليه عن طريق الحوار والتشاور بين جميع الأطراف اليمنية وهو ما سيكون عاملاً أساسيا في مساعدة الأشقاء اليمنيين وحقن دمائهم، ومنع انزلاق اليمن نحو الفتنة والفوضى، وتحقيق انتقال سلمي وسلس للسلطة من خلال مشاركة جميع الأطراف اليمنية في الحوار والجهود الرامية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية. ولم تتوان دول الخليج عن دعم جميع المبادرات الإقليمية والدولية الداعية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، ومنها مؤتمر جنيف (2015) ومؤتمر الكويت (2016) واتفاق ستوكهولم (2018) واتفاق الرياض (2019) والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية (2021) والجهود العمانية لإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية حيث تجلى الموقف الخليجي الداعي لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية في جميع البيانات الصادرة من المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والبيانات الصادرة عن اجتماعات وزراء الخارجية لدول المجلس. وعلى مدى العقود الماضية أسهمت دول الخليج بدور كبير في تخفيف المعاناة عن الأشقاء اليمنيين، وتجسد ذلك فيما حققته الجهات المعنية بالجهود للإنسانية مثل مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، ونظرائه في دول الخليج (مؤسسة قطر الخيرية، الهيئة العمانية للأعمال الخيرية،المؤسسة الخيرية الملكية في البحرين، الهلال الأحمر الكويتي، والهلال الأحمر الإماراتي) من مساهمات إنسانية لتلبية احتياجات أبناء الشعب اليمن حيث قدمت دول الخليج كافة طوال العقود الماضية، إسهامات تنموية ضخمة لليمن من خلال البرامج التنموية الخليجية ومن ذلك البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والبرامج والمشاريع التنموية الخليجية والتي أسهمت بشكل فاعل في تنمية وإعمار اليمن، وساهمت بالجزء الأكبر في تقديم المنح المالية في جميع مؤتمرات المانحين لليمن. المحلل والكاتب السياسي الدكتور علي الخشيبان أكد ل"الرياض" أن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تبذل الكثير من الجهود في سبيل حل الازمة اليمنية منذ انطلاقتها، وقال إنه لم تتوقف جهود مجلس التعاون ودوله بهدف إيجاد حلول سياسية تتوافق مع معطيات الازمة واركانها بهدف إيقاف نزيف هذه الازمة والحد من آثارها الجانبية على الشعب اليمني الذي يعاني بشكل كبير، ومن المعروف ان دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تؤكد بأن الحل السياسي للأزمة بيد اليمنيين أنفسهم وانه يمكن الوصول الى حل للأزمة عن طريق الحوار والتشاور بين جميع الأطراف اليمنية دون استثناء. واضاف د. الخشيبان لعلنا نتذكر بشكل كبير كيف سعى مجلس التعاون الخليجي الى إطلاق المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية في العام 2011م، بهدف مساعدة الشعب اليمني وحفاظا على اليمن من الانجراف نحو الفوضى والبحث عن حلول سليمة تضمن لهذا البلد الجار الامن والاستقرار، ولذلك فإن هذه الدعوة التي لا تستثني أحدا من القوى اليمنية لتؤكد ان دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تدفع الى الحلول السياسية السلمية التي تضع اليمن وازمته امام جميع الأطراف وتحثهم على انقاذ اليمن عبر تفعيل الحوار والبحث عن حلول مناسبة تحق الأهداف الكبرى لاستقرار اليمن وامنه الذي يعتبر جزءا من امن المنطقة الخليجية واستقرارها، فاليمن جزء من المجتمع والنسيج الخليجي وتشارك اليمن مجلس التعاون بالكثير من التنظيمات والفعاليات الخليجية تحقيقا لأهمية اليمن في هذه المنظومة. د. علي الخشيبان