أعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السايح، أمس (الثلاثاء)، حلّ اللجان الانتخابية وإنهاء أعمالها، في مؤشر على توقف مسار الانتخابات في البلاد، التي كان من المقر إجراؤها يوم الجمعة القادم، وكان يأمل منها إنهاء الانقسام وتعزيز الاستقرار والسلام. وطالب السايح في خطاب وجهه إلى مدير عام مفوضية الانتخابات، بتسوية كل المستحقات والالتزامات المالية التي ترتبت على التحضير للعملية الانتخابية بما لا يتجاوز تاريخ 31 ديسمبر الجاري، كما أمره بعدم تجديد كل العقود الموسمية لجميع المكاتب والفروع، واستمرارها للعاملين الذين أثبتوا كفاءتهم خلال المدة الماضية في الإدارة العامة فقط، داعيا إلى إعادة العمل بالدوام العادي، اعتبارا من الأول من يناير المقبل، بعد زيادة ساعات الدوام نتيجة التحضير للانتخابات، واتخاذ الإجراءات اللوجستية التي تضمن المحافظة على الجاهزية العملياتية، والمواد التي كان من المقرر استخدامها في تنفيذ العملية الانتخابية المقررة. وتعطلت الانتخابات الليبية، بعدما عجزت المفوضية عن نشر القائمة النهائية للمرشحين إلى الرئاسة، بسبب نزاع قانوني وسياسي حول أهلية المترشحين، رافقته بعض المظاهر المسلّحة، بعد تهديد ميليشيات بمنع الانتخابات وقفل مؤسسات الدولة. في الأثناء، يجتمع عدد من مرشحي الرئاسة بمدينة بنغازي لبحث خطة ما بعد تأجيل الانتخابات وآليات سد الفراغ السياسي، بينما يستعد المجلس الرئاسي للإعلان عن مبادرة قد تتضمن تأخير الانتخابات لعدة أشهر والإبقاء على المؤسسات الحالية لحين إتمام العملية الانتخابية، فيما أكدت مصادر أن البرلمان الليبي سيعلن خلال الجلسة المقبلة تأجيل الانتخابات من 3 – 6 أشهر. وقالت المصادر إن جلسة برلمان ليبيا المقبلة يرأسها عقيلة صالح، وسيتم الإعلان عن حكومة جديدة، موضحة أن مهام الحكومة الليبية المقبلة ستكون مقيدة ومحددة للتحضير للانتخابات. وقالت إن مفوضية الانتخابات الليبية أرجعت تأجيل الانتخابات لعدم تفسير أحكام الطعون. من جهته، حذر تقرير فرنسي من أن تأجيل الانتخابات الليبية التي كانت مقررة يوم 24 ديسمبر سيزيد الأمور تعقيداً في البلاد الغارقة بالأزمات أصلاً، كما سيعمق هوة الخلافات بين الأطراف المتنازعة. وبعد أن أصبحت الانتخابات الليبية بحكم المؤجلة حتى دون إعلان رسمي، تشهد العاصمة طرابلس توترا أمنيا وتحركات عسكرية شملت إغلاقات لشوارع في بعض المناطق، بينما تحذر بعض الجهات من إمكانية اندلاع مواجهات خلال الساعات القادمة. إلى ذلك، نفت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، أمس، صحة ما تردد عن إخلاء مقرات لها في البلاد، مبينة إنه لا يوجد مقر لبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في عين زارا. وأضافت أن الأممالمتحدة لم تخل أي مقر لها في ليبيا، محذرة من الأخبار الكاذبة والملفقة.