تزخر المملكة العربية السعودية بعدد كبير من الدروب التاريخية التي كان يسلكها سكان الجزيرة العربية ومن حولها قبل الإسلام وبعده، بيد أن "درب زبيدة" ظل أشهرها على الإطلاق، نظير ما يحويه من معالم أثرية لا تزال باقية حتى الآن، مما استحق التسجيل في قائمة التراث العالمي بمنظمة "اليونسكو"، ويمتد درب زبيدة "طريق الحج الكوفي" من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة ووسطها وصولا إلى مكةالمكرمة، ويبلغ طوله في أراضي المملكة أكثر من 1400 كم، حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينةالمنورة، مكةالمكرمة، وأدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي تنفذه الهيئة، وضمن مبادراتها في برنامج التحول الوطني. ويشقّ هذا الدرب طريقه نحو الجنوب الغربي، عبر الصحراء إلى المدينةومكةالمكرمة، بطول يزيد على 1400 كلم، في أراضي المملكة، حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي: مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينةالمنورة، مكةالمكرمة، وأدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي تنفذه الهيئة،ضمن مبادراتها في برنامج التحوّل الوطني. محطات رئيسية ويوجد فيه 27 محطة رئيسية، ما بين كل محطة ومحطة نحو 50 كم، ومثلها محطات ثانوية، أو استراحة وهي استراحات تقام بين كل محطتين رئيستين، إضافة للمنازل والمرافق الأخرى المقامة على امتداد الطريق، كما وضعت علامات على الطريق لإرشاد الحجاج في ذلك الوقت ووُضعت برك لجمع الماء بطريقة ذكية جداً وفي أماكن مختارة بعناية فائقة وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء. وأهم محطات الدرب هي: بركة الظفيري، بركة العمياء، بركة الثليماء، بركة الجميماء، برك وآبار زبالا، بركة أم العصافير، برك الشيحيات، بركة حمد، بركة العشار،وغيرها. كما يملك الطريق قيمة عالمية استثنائية لأنه يجسد فعلياً الأهمية الثقافية للتبادلات والحوار متعدد الأبعاد بين البلدان وذلك من خلال جمعها للعديد من الحجاج المسلمين من مختلف الأعراق والأجناس والبقاع ومن هنا تتشكل التبادلات الدينية والثقافية والعلمية بين الناس من مختلف بقاع الأرض ،وكتب العديد من المؤرخين والجغرافيين والرحالة عن درب زبيدة، ومن أهم من كتب عنه: ابن خرداذبة، وابن رسته، واليعقوبي، والمقدسي، والحمداني، والحربي، وابن جبير، وابن بطوطة، كما استقطب الدرب عددا من رحالة الغربيين ممن تمكنوا من سلوك هذا الدرب والكتابة عنه في القرنيين التاسع عشر، والعشرين الميلاديين. محطات ومنازل وقد قال عالم الآثار السعودي البروفيسور سعد الراشد عن درب زبيدة إن مساره خطط بطريقة علمية وهندسية متقنة، حيث حددت اتجاهاته، وأقيمت على امتداده المحطات والمنازل والاستراحات، ورصفت أرضية الطريق بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة، ونظف الطريق من الجلاميد الصخرية والعوائق في المناطق الوعرة والمرتفعات الجبلية، كما زود الطريق بأسلوب هندسي ونظام دقيق بتوزيع المنشآت المائية من سدود وآبار وبرك وعيون وقنوات، ووضعت على مساره بطريق حسابية موزونة الأعلام والمنارات والأميال «أحجار المسافة» والضوى والمشاعل والمواقد، ليهتدي بها المسافرون ليلًا ونهارًا. قصور وتحصينات ورصد الجغرافيون والرحالة المسلمون محطات الطريق ومنازله بين الكوفة ومكةالمكرمة، فبلغت 27 محطة رئيسية، و 27 منزلاً «أي محطة ثانوية» وهي محطة استراحة تقام على مسافة محددة بين كل محطتين رئيسيتين، هذا عدا المنازل والمرافق الأخرى المقامة على امتداد الطريق، كما رصد الجغرافيون كذلك المحطات والمنازل على الطرق المتفرعة من الطريق الرئيسي لدرب زبيدة، ويلتقي أحد فروع طريق البصرة مع طريق الكوفة في معدن النقرة، ويتفرع الطريق من ذلك المكان إلى مكةالمكرمة جنوباً أو إلى المدينةالمنورة غرباً، كما يلتقي طريق الحج البصري الرئيسي مع درب زبيدة بالقرب من مكةالمكرمة عند ميقات ذات عرق. وكشفت الدراسات وأعمال المسوحات والحفريات الأثرية عن أنماط من القصور والتحصينات والمنازل والمساكن والمساجد في عدد من المواقع الأثرية التي كانت محطات رئيسية على الطريق. أما موقع «الربذة» الأثري، فقد أجريت فيه حفريات أثرية شاملة استمرت لأكثر من عشرين عاماً كشفت التنقيبات الأثرية في الموقع عن المسجد الجامع ومسجد المدينة السكنية. وفيما يتعلق لبرك المياه فقد أوضحت الدراسات التوثيقية أن البرك والأحواض حفرت وبنيت على امتداد الطريق على مسافات متفاوتة ومحددة، بعضها بالقرب من المحطات والمنازل والبعض الآخر في أماكن نائية عنها، ولا تزال معظم تلك البرك واضحة للعيان بمعالمها وتفاصيلها المعمارية الدقيقة وبعضها الآخر قد طمرتها الرمال.