استخدم درب زبيدة الشهير "طريق الحج الكوفي"، منذ عقود لنقل حجاج بيت الله الحرام من العراق وبعض أجزاء منطقة الشام إلى الديار المقدسة. ويمتد درب زبيدة من مدينة الكوفة في العراق مروراً بشمال المملكة بمحاذاة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية – وهي أولى المحافظات السعودية التي تقع على هذا الطريق – وصولاً إلى مكةالمكرمة. ويشقّ هذا الدرب طريقه نحو الجنوب الغربي، عبر الصحراء إلى المدينةومكةالمكرمة، بطول يزيد على 1400 كلم، في أراضي المملكة، حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي: (مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينةالمنورة، مكةالمكرمة). وقد أدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي تنفذه الهيئة،ضمن مبادراتها في برنامج التحوّل الوطني. يذكر أن درب زبيدة بلغ ذروة ازدهاره خلال الخلافة العباسية (132ه – 656ه / 750م – 1258م)، حيث كان من أهم طرق الحج والتجارة إبان تلك الحقبة، وينسب إلى السيدة "زبيدة" زوج الخليفة هارون الرشيد، التي أسهمت في عمارته. ويوجد فيه 27 محطة رئيسة، ما بين كل محطة ومحطة نحو 50 كم، ومثلها محطات ثانوية، أو استراحة وهي استراحات تقام بين كل محطتين رئيستين، إضافة للمنازل والمرافق الأخرى المقامة على امتداد الطريق، كما وضعت علامات على الطريق لإرشاد الحجاج في ذلك الوقت ووُضعت برك لجمع الماء بطريقة ذكية جداً وفي أماكن مختارة بعناية فائقة وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء. وأهم محطات الدرب هي: بركة الظفيري، بركة العمياء، بركة الثليماء، بركة الجميماء، برك وآبار زبالا، بركة أم العصافير، برك الشيحيات، بركة حمد، بركة العشار،وغيرها. وخلّد هذا الدرب ذكر "زبيدة" على مر العصور، وأصبح الطريق في ذلك الوقت حلقة اتصال بين بغداد والحرمين الشريفين وأنحاء الجزيرة العربية. كما عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تسجيل الدرب ضمن أبرز (10) مواقع تراثية في المملكة تدخل ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو.