يغرس حزب الله الإرهابي خنجراً مسموماً في خاصرة لبنان، ويصر على أن يجرها إلى معارك ستضر بمصالحها كثيراً على مستوى المنطقة العربية والخليج، غير آبه بما قد يحل بها من دمار وخراب جراء الممارسات القميئة من وزرائه، إذ يتعنت الوزير المسيء للمملكة والخليج جورج قرداحي، ويرفض الاستقالة من الحكومة بأمر الحزب الإجرامي، متمسكاً بآرائه المنحازة لمليشيا الحوثي الإرهابية, فيما أقر وزير خارجية لبنان بأنهم غير قادرين على تحجيم دور حزب الله. وترى مصادر وزارية لبنانية، أن المسؤولية المباشرة عن إثارة أزمة مع السعودية ودول الخليج تقع على وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي يرفض التراجع عن موقفه بإيعاز من حزب الله، تنفيذا لأجندة خارجية يهمها بدرجة كبيرة سوء العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب بشكل عام لضمه لمحور الشر والسيطرة عليه بسهولة. ونقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية عن مصادر قولها: على قرداحي أن يراعي مصلحة لبنان، وهو ما شدد عليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقالت المصادر، أمس (الثلاثاء): على قرداحي أن يقدّر حجم الأزمة التي تسّبب بها، ويبادر إلى اتخاذ قراره بالخروج من الحكومة بما قد يسهّل من حركة الوساطات مع السعودية لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مبينة أنه في حال إحجام قرداحي عن اتخاذ القرار المنتظر منه، فإنّ مبادرة بعض الوزراء إلى الاستقالة من الحكومة أمر وارد جداً، فيما يماطل قرداحي بقوله، إنه انتظار عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قمة غلاسكو لوضع جميع الأوراق على الطاولة والخروج بقرار متفق عليه بين الطرفين، مقرا بأنه أدخل اللبنانين في حرج، ما يشير إلى أنه مدفوع من قبل حزب الله لاتخاذ هذا الموقف المسيء. وأكد الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة، أن لبنان بلدا وشعبا يدفع الثمن جراء سيطرة حزب الله على قراره واستعماله كخنجر في الخاصرة العربية، مشيرا إلى أن المساكنة بين الدولة والسلاح تعني سيطرة السلاح على قرار الدولة، وهذا الأمر المدمر الذي يؤدي بلبنان إلى مزيد من الانهيارات. ويرى أن لبنان في مرحلة مفصلية في ظل وجود حكومة تعمل كواجهة لحزب الله ولن تستطيع إنقاذ لبنان. واعتبر السياسي اللبناني والكاتب في صحيفة النهار اللبنانية علي حمادة، أن الأزمة اللبنانية مع دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة جاءت بسبب سوء تقدير من وزير الإعلام اللبناني الذي يقدر العلاقات بين الشعوب العربية وبلاده، مطاوعا لحزب الله الذي يسيطر على مفاصل القرار الوطني اللبناني، وصاحب الكلمة الفصل في كل الأمور المتعلقة بالحكم والسلطة، بسيطرته على المؤسسات الرسمية، فضلا عن تجاهل السلطة شكاوى الأشقاء العرب من هذه السيطرة الإجرامية التي تدعم الحوثي للاعتداء على أراضي المملكة. في السياق ذاته، أشارت الإعلامية اللبنانية لينا دبسي، إلى حالة الانهيار التي يمر بها لبنان في ظل هيمنة حزب الله، لافتة إلى أن هذا الحزب كسب السلطة اللبنانية ولكنه خسر الشعب الذي يرفض ممارساته وفكره السيء، فحزب الله هو المسؤول عن أزمات الماء والغذاء والدواء والوقود، لقد أفقر اللبنانيون وجعلهم في حالة عوز يشكون من انعدام مقومات الحياة الأساسية، خاصة الوقود الذي شكل أزمة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدة أن حزب الله عزل لبنان عن محيطه العربي والذي لم يتخلى عنه يوما ووقف إلى جانبه في كل أزماته وخاصة المملكة ابتداء من اتفاق الطائف، ومرورا بإعادة إعمار لبنان ودعم الشعب في مختلف الأزمات. إلى ذلك، قال مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس، إن الأزمة بين لبنان ودول الخليج معقدة نتيجة تراكمات عديدة ليست وليدة تصريحات قرداحي، وذلك بسبب سيطرة حزب الله على القرار ودعمه لمحاور الشر، مؤكداً أن لبنان جزء من العالم العربي ولا يمكن أن يستغني عن الحاضنة العربية ليس فقط للأهمية الاقتصادية بل أيضا للأهمية الثقافية والتراثية وللحفاظ على هويته العربية، موضحا أن بعد لبنان عن عمقه العربي له تداعيات وخيمة على البلاد وعلاقاتها مع الدول العربية، لافتا إلى أن اتفاق الطائف جاء ليحسم هوية لبنان العربية بعد عقود من الصراع الداخلي الذي لم يكن بمعزل عن الخلافات الإقليمية، مؤكدا حاجة لبنان الماسة إلى تطويق الأزمة وعودة العلاقات الطبيعية بينها والدول العربية.