تتزايد الانتقادات الدولية لحكومة طالبان بعد سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية، حيث انتقدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، سجل حركة طالبان الحقوقي منذ توليها السلطة في أفغانستان، مشيرة إلى أن الالتزامات المعلنة لا تتطابق مع الحقائق على الأرض مثل وضع المرأة. وقالت ميشيل باتشيليه، أمس (الاثنين)، لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إنه تم استبعاد النساء تدريجياً من المجال العام في أفغانستان خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في تناقض مع التأكيدات بأن طالبان ستحافظ على حقوق المرأة، معربة عن استيائها من تشكيل حكومة طالبان الجديدة، مشيرة إلى غياب المرأة وهيمنة عرقية البشتون عليها. وحذرت المفوضية في وقت سابق، من تقارير عن انتهاكات خطيرة ارتكبت على يد حركة طالبان في أفغانستان، تشمل إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء وقيوداً على النساء وعلى الاحتجاجات على حكم الحركة، مبينة أن طريقة معاملة طالبان للنساء والفتيات واحترام حقوقهن بالحرية وحرية التنقل والتعليم والتعبير والعمل وفقاً للمعايير الدولية على صعيد حقوق الإنسان، ستشكل خطا أحمر. فيما حذرت الأممالمتحدة من أزمة إنسانية في أفغانستان مع سيطرة حركة طالبان على البلاد، مع النقص الهائل في المساعدات والمواد الأساسية، بينما نظمت الأممالمتحدة أمس مؤتمراً للمساعدات في جنيف، في مسعى لجمع أكثر من 600 مليون دولار لأفغانستان، محذرة من أزمة إنسانية. من جهة ثانية، أكد القائم بأعمال مدير وكالة المخابرات المركزية سابقا مايكل موريل، أن الإرهابيين سيتدفقون على أفغانستان، وذلك بعد سقوط كابل في يد طالبان وخروج الولاياتالمتحدة من البلاد، وقال وفقا لشبكة CBS الأمريكية: "أعتقد أن سيطرة طالبان على أفغانستان، ثم الطريقة التي حدث بها خروجنا، ألهمت المتطرفين في جميع أنحاء العالم"، معتبرا أن الإرهابيين سيعودون إلى أفغانستان ويجعلون البلاد أكثر خطورة من المناطق الأخرى على الأرض. إلى ذلك، نفت حركة طالبان شائعة مقتل النائب الأول لرئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر في القصر الرئاسي، إذ قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم: "الملا برادر أبلغني في رسالة أنه مسافر وأن شائعات مقتله غير صحيحة"، مضيفاً: "الشائعات المنشورة غير صحيحة ولم تحدث أي مشكلة". وخارج أفغانستان، أصبح الدبلوماسيون الأفغان في البلدان الأخرى بلا رواتب أو إعانات، ما جعلهم يعيشون حالة من القلق، بعد انقطاع رواتبهم واتصالاتهم مع كابل، وبات حالهم حال عشرات الآلاف من الأفغان الذين فروا من البلاد، لا يدركون ما يخبئه مستقبلهم، ففي حين أكدت طالبان سابقا أنها تريد اعترافاً دولياً وعلاقات دبلوماسية جيدة مع الولاياتالمتحدة، إلا أن الاتصالات بين واشنطن والحكومة المؤقتة الجديدة تقتصر في الوقت الحالي على عدد قليل من كبار الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين الأمريكيين. بدورهم، أمضى مسؤولو السفارة الأفغانية في واشنطن معظم الأسابيع القليلة الماضية في العمل على معالجة الأزمة الإنسانية، دون أن يجروا أي اتصالات رسمية مع الحكومة الجديدة في كابل، وفقا لصحيفة "وول ستيرت جورنال"، كما رفض الكثير منهم الاعتراف بحكومة طالبان، وباتوا اليوم يخشون الاضطهاد أو الموت إذا عادوا إلى أفغانستان. في حين فضل آخرون الانتظار قبل أن يقرروا ما إذا كانوا سيعودون إلى البلاد.