يكثف الأمريكيون جهودهم لإجلاء آلاف الأفغان والأجانب من كابول في أسرع وقت ممكن بعدما حذرت حركة طالبان من أنها لن تسمح باستمرار هذه العمليات إلا لأسبوع واحد. وفي قمة افتراضية لمجموعة السبع بعد الظهر لاستعراض وضع عمليات الإجلاء من مطار كابول حيث لا يزال يحتشد الآلاف راغبين بالرحيل بعد عودة الإسلاميين إلى السلطة، على أمل الوصول إلى الغرب، طلب عدد من قادة دول في مجموعة السبع بينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تتولى بلاده حاليًا رئاسة المجموعة، من الرئيس الأمريكي جو بايدن إبقاء قواته في أفغانستان إلى ما بعد الموعد المحدد للانسحاب النهائي في 31 أغسطس من أجل إنجاز عمليات الإجلاء هذه، كان بايدن حدد هذا الموعد للانسحاب النهائي للقوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان. وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس من أن المهلة المتبقية حتى 31 اغسطس، «لن تكون كافية» لإجلاء «كل الذين نريد إخراجهم» من البلاد. وثمة أفغان مصممون على مغادرة البلاد بأي ثمن وقد عمل كثيرون منهم لدى الحكومة السابقة أو القوات الأجنبية، تخوفًا من أن تقيم طالبان النظام الأصولي نفسه الذي كان سائدًا إبان حكمها بين 1996 و2001. وخارج كابول، في الأرياف والمدن الكبرى يعبر الكثير من الأفغان عن ارتياحهم لانتهاء الحرب التي استمرت عقودًا، لكن البعض ولا سيما النساء والأقليات الإثنية، قلقون إزاء مصيرهم. وحاولت حركة طالبان، المدركة للتحديات التي تنتظرها لا سيما وأنها ستحكم بلدًا تغير كثيرًا خلال عقدين، أن تظهر بمظهر الاعتدال أمام الشعب والمجموعة الدولية لكن بدون أن تقنع كثيرًا بحسن نواياها. الأممالمتحدة تحث على احترام حقوق النساء حددت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان أمس «خطًا أحمر» لطالبان، وحثتهم على احترام حقوق المرأة في أفغانستان وخصوصًا الحصول على تعليم ذي نوعية عالية. ودعت ميشيل باشليه، في افتتاح اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان حول أفغانستان، طالبان إلى الوفاء بتعهداتها وخصوصًا فيما يتعلق بحقوق المرأة. وأوضحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان أن «طريقة معاملة طالبان للنساء والفتيات واحترام حقوقهن بالحرية وحرية التنقل والتعليم والتعبير والعمل وفقًا للمعايير الدولية على صعيد حقوق الإنسان، ستشكل خطًا أحمر». وأضافت: «إن ضمان حصول الفتيات على تعليم ثانوي ذي نوعية عالية سيشكل مؤشرًا أساسيًا لالتزام طالبان باحترام حقوق الإنسان»، داعية إلى حكومة «شاملة» تضمن تمثيلاً نسائياً هاماً. الإعلام يدخل المجهول رغم التطمينات، ينظر إلى عودة الحركة الإسلامية إلى السلطة على أنها ضربة خطيرة للمشهد الإعلامي الأفغاني، الذي شهد نموًا كبيرًا بعد الإطاحة به عام 2001 ولم يكن هناك إعلام يذكر عندما حكم الإسلاميون أفغانستان من العام 1996 حتى 2001 إذ حظروا التلفزيون والأفلام ومعظم أشكال الترفيه الأخرى على اعتبارها غير أخلاقية، كما حظرت بعض المنتجات الإلكترونية باعتبارها غير إسلامية. وواجه الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم وهم يشاهدون التلفاز عقوبة بما في ذلك تحطيم الجهاز، وكان من شأن امتلاك جهاز فيديو أن يعرّض صاحبه للجلد في مكان عام. وفي إحدى المراحل، كانت الشرائط المغناطيسية من أشرطة الكاسيت التي تم تدميرها تشاهد وهي ترفرف من غصون الأشجار في بعض أجزاء العاصمة كابول. ولم تكن هناك إلا محطة إذاعية واحدة هي «صوت الشريعة» التي كانت تبث برامج دعائية وإسلامية. مدير سي آي إيه التقى نائب زعيم طالبان سرا! عقد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز اجتماعا سريا مع نائب زعيم طالبان الملا عبدالغني برادر في كابول، وفق ما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، في لقاء هو الأعلى مستوى بين مسؤول أمريكي وقيادي في الحركة المتطرفة منذ استعادت السيطرة على أفغانستان. ويدل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إيفاد بيرنز المعروف بأنه الأكثر حنكة بين دبلوماسييه، إلى كابول على خطورة الأزمة التي تشهدها إدارته في مواجهة عمليات الإجلاء الفوضوية لآلاف الأمريكيين والأفغان من كابول. والملا عبدالغني برادر الذي كان رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر هو الرجل القوي الجديد للنظام الذي وضع يده على السلطة في كابول.