السعودية: نستنكر الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام باحة المسجد الأقصى والتوغل جنوب سورية    الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بخرق الاتفاق والتوغل في مناطق جنوب البلاد    استبعاد ياسر الشهراني من معسكر الأخضر في الكويت للإصابة    مانشستر سيتي يواصل الترنح ويتعادل مع ضيفه إيفرتون    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من الرئيس الروسي    «الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    السعودية وكأس العالم    أفغانستان: 46 قتيلاً في قصف باكستاني لمخابئ مسلحين    المملكة ترحب بالعالم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    %91 غير مصابين بالقلق    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين الشريفين يوجه بمشاركة علماء ومفكرين من أنحاء العالم.. المملكة تنظم مؤتمر خطر التكفير على حياة المجتمع والفرد
نشر في البلاد يوم 18 - 07 - 2009

مكة المكرمة - خالد محمد الحسيني ..
خطر التكفير على حياة المجتمع والفرد يبحثه علماء ومفكرون في المدينة المنورة من الداخل والخارج برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويشارك فيه نخبة من العلماء والأكاديميين والتربويين والإعلاميين والمفكرين وتنظمه جائزة نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الاسلامية بالاشتراك مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.. حول المؤتمر وما يستهدفه وما يبحث فيه التقت "البلاد" بعدد من اصحاب الفضيلة والمعالي من العلماء والمفكرين ورجال التربية واساتذة الجامعات والمسؤولين.
نتائج مثمرة
قال معالي الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي اؤيد بقوة وبشدة اقامة مثل هذا المؤتمر ولا بد ان تكون هناك نتائج مثمرة لاسباب وجود علماء يناقشون أدلة المكفرين ويردون عليها بالادلة الواضحة ويكشفون الشبه وقال ان التكفير قديم من عهد الامام علي رضي الله عنه عندما خرجت طائفة الخوارج والمسألة ليست حديثة ودائما الغلو يقترن بالتكفير.
التواصي بالحق
فضيلة المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن منيع
قال ما ذكرتموه من ان خادم الحرمين الشريفين وجه بإقامة مؤتمر للنظر في الشبه التي يروجها دعاة الغلو والتكفير وذلك للنظر في هذه الامور وبما يتفق مع المقاصد الشرعية ومع النصوص الثابتة من كتاب الله ومن سنة رسوله ولا شك ان ما بادر به خادم الحرمين الشريفين وامر به هو في الواقع استجابة وتنفيذ لقول الله تعالى "يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" ولا شك ان جمع علماء الأمة أو بعضهم للنظر في المشكلات التي تواجه المسلمين في عقائدهم وفي امنهم وفي ما يتعلق بالحفاظ على دمائهم واموالهم لا شك ان هذا عين الحق والصواب وتحقيق لقوله تعالى "والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر". ولا شك ان التواصي بالحق يعني البحث عن علاج ما يشكل على المسلمين في امورهم للتوصل بذلك الى ما تجتمع به كلمتهم وينتهي به اشكالهم.
وجزى الله المليك خير جزاء ولا يستغرب منه فهو حفظه الله اهل المبادرات المباركة.
الولاء للدولة
وقال فضيلة الشيخ شافي ظافر فلاح الحقباني عضو المحكمة العليا قال الله تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها.. اعظم الفساد هو فساد المعتقد وضرره اعظم من اي فساد لا سيما انه بعد ظهور دولة الملك عبدالعزيز واصلح الله به العباد والبلاد وجمع به شمل هذه البلاد على العقيدة السلفية الصافية من الخرافات والزعبلات والشركيات فإن ظهور التكفير وتغيير المعتقد وعدم الولاء لهذه الدولة هو من اكثر الفساد في الأرض وينبغي ويجب محاربته ذلك اصلح الله الراعي والرعية وبالله التوفيق.
مواكبة الإصلاح
معالي أ.د. سهيل حسن قاضي مدير جامعة ام القرى سابقا والكاتب المعروف:
لا يختلف اثنان ان بلادنا تعيش اليوم مرحلة مخاض جديد، لكنه تعيشه بكل يقظه واهتمام بهدف ترسيخ كل ما يصبو الى تسريع عجلة التنمية فيها لتواكب حركة التجديد والاصلاح الشاملين التي دعا اليها مليك هذه البلاد، واشعل جذوتها من خلال مبادرات عديد لست الآن بصدد الاشارة اليها. ادركت القيادة انه لا سبيل للتسريع في عجلة التنمية التي تحقق مصلحة البلاد والعباد دون ان تزيح عن طريقها معوقات التنمية ومن بينها ان لم يكن من اهمها الدعوة الى التكفير او الدعوة الى الغلو والتشدد، وكلاهما وجهان لعملة واحدة. لقد تعاونا على الاثم والعدوان مستهدفين قلب موازين الحق والاعتدال من خلال اصابة الامن الفكري في مقتل، ولاحداث الفرقة والبلبة في صفوف المجتمع وتقسيمه، فهم بهذه الخطى يحدثون من البلاء ما الله به عليم، ما لم تكن هناك وقفة حازمة وايمان قوي بأن نكون جميعا كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر لمواجهة الخطر المحدق بنا. وعلينا ان نتذكر دوماً ان جماعات التكفير والتغرير حيثما وجدوا لم يسهموا الا في تأجيج الفتن والخلافات وكانوا سبباً في تراجع بلدانهم اجتماعياً واقتصادياً والشواهد على ذلك كثيرة، فضلاً عن ان دعوتهم المشينة تفضي بالسماح بالتدخلات الاجنبية في الاوطان وقد تجسدت في أفغانستان التي يعاني أهلها الويل والثبور وعظائم الامور وتكتوي بناره الشقيقة باكستان.
من هنا جاء توجيه خادم الحرمين بعقد مؤتمر ينبثق عن جائزة نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية عن خطر التكفير على المجتمع والفرد ضمن منظومة الاصلاح الشامل التي تنشدها القيادة السعودية، والمؤمل ان نركز ايضاً على النماذج الحية من المجتمعات الأخرى وما آلت اليه الأوضاع من جراء عدم التصدي المبكر لهؤلاء الذين يعادون انفسهم ومجتمعاتهم، وان تكون هناك آليات محددة للمؤتمر ووسائل لقياس النتائج والتقويم.
المعتقدات السلبية
أ.د. زايد عجير الحارثي الاستاذ بجامعة ام القرى ورئيس مركز البحوث سابقاً قال:
إن التكفير بمعناه الشائع هو اتهام الناس بالارتداد عن الطريق السوي وان المفهوم الاصطلاحي هو وسم الناس بالخروج عن ملة الدين والشريعة سواء كان ذلك للمسلمين أو المسيحيين أو اليهود. وهذه الصفة لا تلصق الا بمن يعلن الارتداد أو الكفر بأحد هذه الأديان أو غيرها أما من لم يعلق كفره بأي من هذه الشرائع والاديان فيصبح اتهامه الوقوع فيها هو ضرب من الافتراء والانحراف والحكم الجائر الذي يخرج من يتسم به عن الطريق السوي.
والاصل في الانسان الخيرية والنقاء (يولد المولود على الفطرة) وما يحرف انسان أو يشط به عن الطريق السوي انما هو البيئة الصغيرة والكبيرة (من آباء وجيران وقرناء وافراد مجتمع أو مؤسسات المجتمع المختلفة او التأثير الخارجي الكبير)، ولذلك الافتراض في الحكم على الناس يجب ان يكون مبنياً على الخيرية والبراءة الى ان يثبت العكس وهذا هو توجيه ديننا الاسلامي السمح وكذلك قوانين العالم المختلفة.
اما توجيه الاتهام للناس (أفرادا أو جماعات) بالكفر أو الالحاد أوخلافه بدون أدلة قطعية فهذا هو المزلق والانحراف الحقيقي الذي يترتب عليه كثير من المشاكل والآفات والصراعات التي لا حصر لها من اتجاهات ومعتقدات سلبية نحو الناس بعضها البعض بل وتفكك في الاسر والشكوك وسوء الظنون بين ابناء المجتمع هذه من الآثار السلبية في المجال النفسي اما في الجانب المادي والاقتصادي والأمني فينتج عنها ربما مصادمات ومقاطعات واعتداءات وقد يصل الى قتل وهذه من المفاسد الكبرى. وفي النهاية نجد ان التنمية والتطور للمجتمع تتأخر بسبب انتشار مثل هذه الافكار وبسبب وجود من يتمناها. ومن الجدير بالذكر بالمناسبة ان مثل هذه الافكار والاتجاهات الخطيرة لا تنتشر الا في ضوء غياب الحوار والوعي والتعليم والثقافة الكافية وفي نظري ان التربية والتعليم المؤسسة على الوسطية والمنهج الصحيح والقدوة الحسنة هي العلاج لمثل هذا التوجه.
مواجهة الفكر المنحرف
الشيخ احمد قاسم الغامدي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة
دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمؤتمر عالمي لمواجهة التكفير دعوة حكيمة وسديدة من قبل ملك تعرض شعبه لاقصى ويلات الارهاب والتفجير وازهاق الانفس البريئة في العصر الحديث لولا لطف الله ورعايته ثم بعزم وحنكة قائد تجلت شجاعته في اقصى فترات المحنة وأشدها نتج عن هذا وقوف شعبه المخلص جنباً إلى جنب في خندق واحد مع ملكهم في مواجهة هذا الفكر المنحرف الذي حمل لواءه خوارج هذا العصر حتى اطفأها الله ونزعت فتيل هذه الفتنة التي لا تعدو ان تضعف يوما حتى تقوى وتنتشر يوما (والفتنة اشد من القتل) وكون ان النهج والاسلوب الذي نهجته حكومة خادم الحرمين الشريفين والنجاح الذي تحقق لها في محاربة أصحاب الفكر التكفيري حقيقاً لأن يكون الأسلوب الأنجع والطريق الأمثل للدول التي عانت ولا زالت من جماعات التكفير والذي يرجع فيه فشل الحكومات لانتهاج طرق عنيفة ومحاكمات غير عادلة ولدت عنفا مقابلاً وتكفيرا أوسع من هذا المنطلق كانت فكرة دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذا المؤتمر الدولي لمواجهة التكفير هذا من جانب ومن جانب آخر كون ان المشكلة عالمية لا تنحصر في منطقة دون أخرى فيجب معالجتها على مستوى الدول وهيئاته والتي لا زالت تسجل عجزها الشديد في نصرة الظالم والمظلوم فكان لدعوة خادم الحرمين الشريفين أهميتها في الوقت الراهن والتي تبناها مشروع جائزة الأمير نايف لخدمة السنة متزامنة مع دعوته العالمية للحوار بين أتباع الأديان والمذاهب فأعز الله به الإسلام والمسلمين والحق والخير والعدل انه ولي ذلك والقادر عليه.
الحماية من التخريب
الشيخ محمد صفوت السقا اميني الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي سابقاً قال:
علماء العالم بدعوة من خادم الحرمين الشريفين مجتمعون لفك فتن فكرية عافت منها الدولة الاسلامية في نشأتها وقضت على تلك الفرق والافراد الذين حاولوا دس الاحاديث النبوية وتفسير احاديث الرسول على هواهم وتم من قبل العلماء القضاء على ذلك بعد صراع مع الباطل وانتصر الحق.
إن اجتماع العلماء من العالم بأمن وأمان في المدينة المنورة لدراسة هذه الفرق التي بدأت تهاجم حصوننا بأفكار ومبادئ وتضع ذلك في قوالب عصرية لا بد من اجتثاثها من جذورها وهو ما قامت المملكة العربية السعودي بقيادتها بمحاربة الارهاب التخريبي من قتل وتجنيد لطاقات من المجتمع وترويع النساء والاطفال والتدمير.. لا بد أن تكون الدراسات واوراق العمل المعدة من خبراء في حماية الفرد والمجتمع بل حماية العالم من هذا التخريب الفكري باسلوب علمي. نعم لقد نجحت المملكة في عودة ابنائها الذين غرر بهم وعادوا ليقدموا الدليل على فساد تلك المعتقدات والآراء ولا بد للعلماء الذين عايشوا في دولهم الارهاب التفكيري وعالجوه سيكون هذا الاجتماع في صالح العالم وحمايته من الشواذ، أمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني راعي مسابقة السيرة النبوية التي هي مفتاح نجاح الأمة الاسلامية بل والعالم.
التصدي للكراهية
وتحدث الشيخ محمد عبدالعزيز الحلاف رئيس كتابة عدل الأولى والثانية في مكة سابقاً إن ما ابتليت به أمتنا في الوقت الحاضر وما زعزع كيانها وهز أمنها هي مسألة التكفير الذي اصبح يطلق بلا قيد أو شرط فكل من خالف فكري ومعتقدي فهو كافر حتى وإن كان له من الادلة والقرائن ما يدفع به عن نفسه هذه الكلمة "كافر" وهذه مسألة خطيرة وأمراً جلل يجعل من الأمة مسؤولة مباشرة عن التصدي لمثل هذه الظاهرة والدين الاسلامي قد عالج منذ القدم مثل هذه الظاهرة وبينها منذ أن انزل الله كتابه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمناً" ويقول صلى الله عليه وسلم "ايما امريء قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما وإن كان كما قال والا رجعت عليه".
وظاهرة التكفير اذا انتشرت بين ابناء الامة الواحدة فلن تخلق الا التفكيك والانقسام والطائفية بين أبناء المجتمع الواحد ولن تخلف الا البغض والكراهية بين الافراد في المجتمع الواحد ولذلك اصبح واجب التصدي لها واجباً وطنياً وحق للامة ان تجتمع لتحارب مثل هذا الداء.
محاورها للمؤتمر
معالي أ.د. السيد اسامة فضل البار أمين العاصمة المقدسة قال ان هذا المؤتمر سوف يجمع الكثير من الآراء ويفند الأفكار وينظر له العالم وذلك لأهمية محاوره التي لامست الكثير من التوجهات وتناقش الاسس وآثار التكفير في حياة الناس وليس غريب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتمامه وعنايته بما يعود بالخير للناس.. كل الناس وقد وقفنا على الكثير من اعماله التي حققت الرؤية الصادقة واتباع المبدأ الحسن كما ان انبثاق هذا المؤتمر من جائزة الأمير نايف للسنة النبوية يشير إلى ان المؤتمر سوف يحقق الكثير من النجاح لما لهذه الجهة من اهتمام واهمية في هذا المجال وغيره.
كشف أساليب التكفير
د. ابراهيم عبدالعزيز الدعيلج رئيس قسم الكتاب بجامعة الطائف والاعلامي المعروف يقول:
لا شك ان هذه البادرة من خادم الحرمين الشريفين بتنظيم هذا المؤتمر المنبثق من جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية للسيرة النبوية والدراسات الاسلامية، والذي سيناقش خطر التكفير على المجتمع والفرد، والذي سيكشف للامة المسلمة أخطار هذا التوجه التكفيري عند بعض افراد المجتمع المسلم، والذي قد يؤدي إلى خروجهم من الملة.
ويأتي هذا المؤتمر في وقت نحن في حاجة ماسة له ليكشف لنا كيف يكون هذا التكفير ووسائله واساليبه، حتى تتضح هذه الامور للناس وبخاصة العامة منهم والذين هم وقود هذا التكفير الذي يصدر بدون علم او دراية من البعض وبعلم ودراسة من البعض الآخر، وهذا النوع يهدف الى زرع الفتن والتفرق.
إن توجيه خادم الحرمين الشريفين تنظيم هذا المؤتمر هو بعد نظر من قائد هذه الامة وحرصه على سلامة الفكر الاسلامي وألا تشوبه أية شائبه.
خدمة الأمة
أ.د. حسن محمد سفر السفياني استاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعات الشرعية بجامعة الملك عبدالعزيز والخبير في مجمع الفقه الاسلامي الدولي بجدة قال:
الجوائز التي تقوم أصولها وقواعدها على منهجية تخدم الأمة وتوظف موضوعاتها لصالح المجتمع والفرد هي ذات سمعة ومكانة في المجتمع الاسلامي.وجائزة نايف للسنة النبوية والدراسات الاسلامية عقدت العزم منذ نشأتها على طرح موضوعات تصب معينها في خدمة الانسان والمجتمع وعندما وجه خادم الحرمين الشريفين بعقد مؤتمر تحتضنه الجائزة عن خطر التكفير على المجتمع والفرد فيه دلالات متعددة منها مكانة الجائزة وصاحبها رجل الأمن والفكر المتصدي للارهاب والتكفيريين الراسم منهجية الاعتدال والوسطية في المجتمع وفق الخط الاسلامي الذي جاءت به الرسالة النبوية الشريفة فالتكفير مفهومه في أدبيات كتب النوازل والفتن هو الحكم على أشخاص معينين وهو ما يسميه العلماء تكفير المعين فالامة ابتليت باناس يهددون وحدتها ويفرقون جمعها وعلى الرغم ان الفتاوى عند جهابذة الفقهاء ذمت الكفر واعتبرته شيئا عظيما إلا ان ذا الفكر المتطرف والانغلاق الفكري جعل التكفير وظيفته لمن يخالف الرأي أو يميل إلى الوجه الآخر ويمكن الاستقراء لأسباب هذه الظاهرة من التبديع والتفسيق والتفكير هو فشو الجهل والاخذ من اطراف العلم وتشوية سمعة وسماحة الاسلام وعالميته وايضا اختلال منظومة الامن العام للمسلمين وغيرهم لاختلال الامن الفكري، والامن الانساني والعقدي والسياسي والعسكري والنفسي وكلها اضطرابات تخلق سلوكا اعوجاجياً لدى الشخص فيكفر مجتمعه ودولته ونظام حكمه، وتعقد الامال على هذا المؤتمر عندما يفتتح ورش النقاش من الاسباب وطرق العلاج وتغذية المجتمع والفرد بالعلم الشرعي الصحيح القائمة اصوله على مصادر التشريع الاسلامي وكذلك تنويع اشخاص المصلحين الناصحين من الراسخين في العلم المنفتحين على الحياة واستيعاب المستجدات ناهيك عن الرفق واللين في الحوار وتشخيص امراض هؤلاء التكفيريين ومعالجتها في اطار عدم الايذاء والتوبيخ وتثقيف الفرد باحترام دينه واخلاقيات تعالميه واحترام سياسة دولته وتمكين واقعه بالمتغيرات والظروف. ان اسناد مهمة هذا الموضوع المعاصر للجائزة فيه خير كثير ونتائج مثمرة بمشيئة الله وتعاون مؤسسات المجتمع المدني خير معين لمحاربة التكفير والغلو والتطرف في نشر الفكر الاسلامي المعقول لبناء الشباب العربي المسلم البعيد عن العنف والتطرف مع الالتفات إلى تحقيق طموحاته ليكون عوناً لمجتمعه وعوناً على نفسه بدل الشيطان والهوى والايدي الخفية.
نقطة ضوء جديدة
وقال الاستاذ سليمان عواض الزايدي التربوي وعضو الشورى: يعد هذا المؤتمر نقطة ضوء جديدة في برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مواجهة التفكير وفكره بالحوار والنقاش وبيان موقف الاسلام الواضح الصريح من أعمال هذه الفئة التي خرجت في المجتمع الاسلامي كالفقاعة والتي ستزول في العاجل القريب ومؤتمر المدينة يعد حلقة جديدة يتواصل فيها الملك المفدى مع ما سبقه من مؤتمرات رعاها ابتداء بمؤتمر مكة الاسلامي الذي جمع له معظم قادة الفكر والرأي والشريعة في العالم الاسلامي لم يستثن احدا وخرج موجها ذلك المؤتمر الفريد باعلان مكة الشهير الذي فوض الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتحدث باسم الاسلام والمسلمين والدفاع عن قضاياهم في المحافل والمؤتمرات واللقاءات السياسية الدولية كما أن هذا المؤتمر كان واضحا فيه الدعوة لتكامل المذاهب الاسلامية العشرة ثم تلاه مؤتمر مدريد العالمي ثم المؤتمر الاممي الذي رعته الأمم المتحدة وكان للملك حديث فيه بكل وضوح وشفافية وبين فيه ان الاسلام دين الاصلاح وسلم وسلام.
اللجنة الاشرافية العليا
وشكلت اللجنة الاشرافية العليا للمؤتمر من
د. ساعد الحارثي رئيسا وعضوية أ.د عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء وأ.د. سليمان أبا الخيل مدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وأ.د. محمد علي العقلا مدير الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة وأ.د. عبدالله الخلف وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي ود. مسفر عبدالله البشر المدير التنفيذي لجائزة نايف للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.