لا تزال إيران تزود وكلاءها في المنطقة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لتصعيد التوترات بالمنطقة وخلق الفوضى وعدم الاستقرار، وزعزعة الأمن، وهو ما كشفه تقرير دولي حديث، حول التوترات المتصاعدة بين إيران ودول المنطقة وإمكانية تحولها إلى حرب شاملة، تطرق فيها إلى خطر تزويد الوكلاء والميليشيات التابعة للحرس بالصواريخ في أربع دول عربية في المنطقة. وقالت دراسة نشرتها مجلة "فوربس" إن النظام الإيراني يقوم بشكل متزايد بتزويد حلفائه والجماعات التي تعمل له بالوكالة بصواريخ باليستية طويلة المدى وطائرات بدون طيار، الأمر الذي أصبح مصدر توتر مستمر في الشرق الأوسط، فخلال السنوات الأخيرة، قام الحرس الثوري الإيراني ليس فقط بتسليح العديد من هذه الجماعات بصواريخ طويلة المدى وصواريخ دقيقة، بل ساعدها على إنتاج هذه الأسلحة محليًا. وطبقا للباحث نادر أوسكوئي، الخبير في شؤون إيران، فإن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قام بتجنيد وتسليح وتنظيم ما لا يزيد عن 200 ألف من الميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بينما أشارت ورقة بحثية حديثة أعدها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية نشرت الأسبوع الماضي، إلى استراتيجية إيران في تزويد وكلائها بالصواريخ وذكرت أن فيلق القدس بالتعاون مع مجموعة صناعة الصواريخ الإيرانية قد صمم العديد من الورش لإنتاج صواريخ أرض – جو وصواريخ لهذه الميليشيات، فيما رجح البحث أن ذلك سيكون له تداعيات أمنية واستراتيجية كبيرة على إسرائيل، كما هو الحال في الدول العربية حيث تشهد حدود إسرائيل انتشارًا سريعًا للصواريخ الفتاكة بأيدي مجموعات تعمل بالوكالة لإيران من شمال لبنان مرورا بجنوب سوريا وحتى البحر الأحمر في اليمن. وتشير الدراسة إلى قيام إيران بإنشاء مصانع صواريخ في العراق حيث كشفت منظمة "بدر" التي أسسها الحرس الثوري في يوليو 2020 عن صواريخ محلية الصنع يمكن مقارنتها بصواريخ "نازعات" و"زلزال" الإيرانية، كما تطرقت الدراسة إلى تزويد إيران للميليشيات العراقية بالطائرات المسيرة مثل تلك المحملة بالمتفجرات التي استهدفت الشهر الماضي، منشأة للقوات الأمريكية على أرض المطار الدولي في أربيل عاصمة كردستان العراق. وحول اليمن قالت دراسة مجلة "فوربس" إن استهداف ميليشيات الحوثي المتكرر للمملكة بصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار متطورة يتم بمساعدة طهران من خلال تزويدها بالدعم التقني وبالمكونات لتصنيع مثل هذه الأسلحة محليًا، مشيرة إلى إلى تقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي صدر في يناير الماضي الذي جاء فيه أن "مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن الأفراد أو الكيانات في إيران تزود الحوثيين بكميات كبيرة من الأسلحة والمكونات". وصنّف تقرير الاستخبارات الأمريكية السنوي، المعروف باسم "تقييم التهديد السنوي"، إيران على أنّها التهديد الرئيسي لمصالح الولايات المتّحدة والدولِ الحليفة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها تملك مخزونا مخيفا من اليورانيوم منخفض التخصيب. وأفاد التقرير بأن طهران تركز جهودها على تعزيز قدرات وكلائها لتهديد حلفاء واشنطن، مؤكداً أن الاستراتيجية الإيرانية تهدف لضمان بقاء النظام وتحقيق الهيمنة الإقليمية. وأكد التقرير دعم إيران للحوثيين بالأسلحة والمستشارين لتسهيل شن هجمات على السعودية، مضيفاً أن طهران تؤثر على وتيرة الهجمات التي تشنها الميليشيات ضد مصالح واشنطن في العراق، وأن إيران تدعم ميليشيات الحشد العراقية حفاظا على نفوذها العسكري والسياسي. وأضاف أن إيران تسعى إلى الحفاظ على استمرار عناصر موالية لها بالحكومة العراقية. إلى ذلك، أزعجت الحرائق المتكررة في مصانع الكيماويات حكومة الملالي، حيث اشتعلت النيران،أمس، في مصنع للكيماويات بالقرب من مدينة قم بوسط إيران، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص. ووقع الحريق، الذي امتد بشكل واسع، في مصنع شركة "مولدان" الذي يعمل في مجال الصناعات الكيماوية في مدينة شكوهية الصناعية، وفقا لوكالة "إيسنا". ولا تزال الحرائق الغامضة ترهق الملالي مع عجزهم عن السيطرة عليها.