على مدى عقود طويلة ظلت المملكة ولا تزال الرقم الصعب والمركز الأهم في إمدادات النفط العالمية التي ارتكزت عليها الثورة الصناعية الثالثة، وما نتج وينتج عنها من حركة هائلة للاقتصاد العالمي والتجارة الدولية. واليوم وبالتوازي مع ذلك ، تسارع المملكة استرتيجيتها لتوسيع مصادر الطاقة المتجددة والرخيصة لحركة الاقتصاد الوطني المستدام والمحافظة على البيئة، واعتمادها لمدن المستقبل في نيوم والبحر الأحمر وغيرها، ولتكون السعودية مركزا عالميا للطاقة المتجددة وتقنياتها. في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، حفظه الله ، تناول المجلس هذه الحقائق المضيئة ضمن "ما تشهده المملكة من نهضة تنموية واقتصادية متسارعة على الأصعدة كافة ، وفق خطط وبرامج (رؤية 2030)، وما يندرج تحتها من مبادرات في قطاع الطاقة المتجددة ، وفي هذا السياق بارك مجلس الوزراء ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء، حفظه الله ، عن المشروعات الجديدة التي تمثل أجزاءً جوهرية من الدور الريادي للمملكة ، وتجسد الجهود الرامية إلى التوطين وتعزيز المحتوى المحلي، وتمكين صناعة مكونات إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح محلياً. مكتسبات وطنية حضارية في استراتيجيات وخطط التنمية المستدامة التي استشرفتها أهداف رؤية 2030 ، تقرن المملكة أقوالها وتطلعاتها بالإنجازات الطموحة والمكتسبات الحضارية التي تليق بالدور الكبير والاستحقاق الواجب لحاضر ومستقبل الوطن والأجيال، والتأثير المتعاظم للاقتصاد السعودي الواعد . وفي هذا الإطار وبالإرادة والعزم الكاملين من القيادة الحكيمة ، يتجلى الهدف الوطني لمنظومة الطاقة المتجددة من الشمس والرياح، وتتمتع المملكة بمقوماتهما بدرجة كبيرة ، وقد هيأت التشريعات والإجراءات المنظمة ، وفتحت باب الاستثمار واسعاً في مجالات هذا القطاع الحيوي ، وبهذا دخلت المملكة عصر الطاقة المستدامة ، والاستفادة منها في الانتاج المنزلي والتجاري للكهرباء ، وما يحققه ذلك من جدوى اقتصادية عالية القيمة بالنسبة لتكلفة الإنتاج والاستهلاك ، وما يرتبط بذلك من صناعات محلية مغذية لهذا القطاع ومستقبله النشط. مشروعات عملاقة وانسامجا مع إرادة الإنجاز، أطلقت المملكة قبل أيام ، محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، ومشروع سدير للطاقة الشمسية، وتوقيع اتفاقيات شراء الطاقة الضخمة الوليدة ، مجسدة بذلك أهدافها بخطوات عملية للاستدامة في أحد أهم القطاعات الاستراتيجية ، وأيضا تحقيق الهدف الحاضر دائما ، وهو توفير الآلاف من فرص العمل للسعوديين والسعوديات. وكما هو العزم والإرادة المنجزة في شتى قطاعات التنمية، أكد سمو ولي العهد أن " افتتاح مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتوقيع اتفاقيات شراء الطاقة ل7 مشروعات جديدة، يأتيان تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالعمل على تنمية اقتصاد السعودية، وفق «رؤية 2030»، وما يندرج تحتها من مبادرات في هذا القطاع ، وأن هذه المحطة تمثل أولى خطواتنا لاستغلال الطاقة المتجددة في المملكة، وفي القريب العاجل سيكتمل إنشاء مشروع محطة دومة الجندل لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح". مستقبل الطاقة المتجددة وهكذا يتجسد عمق النظرة الاستشرافية لمستقبل الطاقة المتجددة ، والتعامل مع تحديات التطور العالمي ، والإسهام الحضاري الرائد في المحافظة على كوكب الأرض ، حيث تزامن إطلاق مشروعات الطاقة الشمسية والقادم من مشروعات طاقة الرياح ، مع إعلان ولي العهد مؤخرا لمبادرتي (السعودية الخضراء) ومبادرة (الشرق الأوسط الأخضر) وقوامهما 50 مليار شجرة لتصحيح التغير المناخي والإسهام في تسريع إنقاذ كوكب الأرض، وهنا يكمن المنطلق الحضاري والرؤية الثاقبة في قول سموه:" بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط، ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة تغير المناخ، واستمراراً لدورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة، سنواصل هذا الدور لتحقيق الريادة في مجال الطاقة المتجددة. حقائق مضيئة وأرقام طموحة بقراءة دقيقة لكلمة سمو ولي العهد ، حفظه الله ، بمناسبة اطلاق مشروع سكاكا ، نقف على استحقاقات كبيرة لمستقبل الطاقة المتجددة بكافة مصادرها في المملكة ، وحقائق مضيئة تسجل انطلاقة سعودية طموحة يمكن إيجازها في التالي: – الطاقة الإنتاجية المستهدفة لهذه المشروعات أكثر من 3600 ميجاواط، ستوفر الطاقة الكهربائية لأكثر من 600 ألف وحدة سكنية. – ستخفض أكثر من 7 ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. – شراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية أقل تكلفة. – مع حصة الغاز ومصادر الطاقة المتجددة ، ستصبح نحو 50 % بحلول عام 2030. – تمثل مبادرتي المملكة للحقبة الخضراء ومشروعات الطاقة المتجددة ، استكمالاً للجهود التي بذلتها خلال فترة رئاستها مجموعة العشرين، كما تضاف إلى المكانة التي تتمتع بها في مجال الطاقة بشكل عام.