تعمل الحكومة الليبية الجديدة على وقف المد التركي والأطماع الخارجية في البلاد، ببناء علاقات في كل الاتجاهات، خصوصًا مع خصوم أنقرة بقيادة أثينا، فضلًا عن توسيع العلاقات الاقتصادية مع الصين بعيدًا عن هيمنة الشركات التركية، وإزالة الرواسب بين غرب وشرق ليبيا؛ للمضي قدمًا في إخراج قوات تركيا وميليشياتها؛ إذ أعلنت الحكومة اليونانية أمس (الخميس)، أن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس سيزور ليبيا الثلاثاء المقبل، ويعيد فتح السفارة في طرابلس، بعد إغلاق دام ست سنوات. وقالت المتحدثة باسم الحكومة أريستوتيليا بيلوني: إن ميتسوتاكيس سيتوجه إلى طرابلس من أجل "استعادة العلاقات الدبلوماسية"، فيما ذكرت مصادر يونانية أن العمل بدأ بالفعل على إعادة فتح السفارة اليونانية في طرابلس، مضيفة أنه من المتوقع أن يتوجه الدبلوماسي اليوناني الذي تم اختياره سفيرًا إلى طرابلس قبل الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء. وتأتي زيارة ميتسوتاكيس في أعقاب الاتصال الهاتفي الأخير الذي أجراه مع رئيس الحكومة الليبية الجديد، عبد الحميد دبيبة، كما تأتي في ظل علاقات متوترة مع الجارة تركيا فاقمتها تجاوزات نظام الرئيس رجب أردوغان في منطقة شرق المتوسط، لاسيما التنقيب عن الغاز، وتوقيع الأخير مذكرة بحرية غير قانونية مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. وفي سياق الانفتاح الليبي على العالم للتحرر من الهيمنة التركية، قال القائم بأعمال سفارة الصين لدى ليبيا وانغ تشيمين: إن بلاده تدرس عودة العمل في سفارتها بطرابلس قريبا، مؤكدا أن الشركات الصينية تستعد للعودة إلى ليبيا، مؤكدا أهمية استمرار الدعم المتبادل في المحافل الدولية بين البلدين، ودعم بكين لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في سبيل توحيد المؤسسات وبداية مرحلة من الاستقرار الأمني والانتعاش الاقتصادي وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر. إلى ذلك، رحّبت البعثة الأمميّة في ليبيا بإفراج السلطات الأمنية في مدينة الزاوية في غرب ليبيا عن 120 عنصرًا ينتمون إلى الجيش الوطني الليبي، أسروا قبل عامين غربي العاصمة طرابلس، مطالبة بإطلاق سراح جميع أسرى الحرب. وقالت بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا: إنها "ترحّب بالجهود التي تبذلها حكومة الوحدة الوطنية بشأن المصالحة الوطنية، التي انطلقت بإطلاق سراح هؤلاء المقاتلين في الزاوية". وأعربت البعثة عن أملها في أن تشكّل هذه المبادرة بداية لمصالحة وطنية شاملة واستعادة النسيج الاجتماعي الليبي، داعية إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين قبل بداية شهر رمضان المبارك. بدوره، رحّب رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة، بإطلاق الأسرى، مؤكدا أن مستقبل ليبيا وتقدمها مرتبط بقدرتها على معالجة جراحها من خلال المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة. وأضاف: "إطلاق سراح الأسرى في مدينة الزاوية يمثّل تقدّماً إيجابياً في هذا المسار". وينتظر من الحكومة الجديدة توحيد مؤسسات الدولة والإشراف على المرحلة الانتقالية إلى حين حلول الانتخابات المرتقبة في 24 ديسمبر المقبل. وتشكل خطوات التقارب بين شرق وغرب ليبيا، خاصة تطبيع العلاقات العسكرية والأمنية بين الجانبين، أكبر صفعة لتركيا التي راهنت على إشعال الصراع لضخ قواتها ومرتزقتها إلى ليبيا.