ان التنمر هو شكل من اشكال الايذاء للآخرين ودائما ما يمارس المتنمر قوته وعدوانيته على من هو اضعف ولكن هل فكرنا في يوم من الايام اننا قد يصبح البعض منا متنمراً على ذاته دون تدخل احد. قد يقع البعض منا في فخ كراهية الذات دون التيقظ منه والتي تعادل فعل سلوك التنمر وكأنه في داخله يملك شخصا آخر يمارس احدهما اشد انواع الايذاء واصدار الاحكام عليه فيجد انه ليس قادراً على مسامحة نفسه والغضب العارم يسكنه ويجد انه يميل الى العزلة والابتعاد عن المجتمع حتى يخفي كرهه لذاته وكيف سينسجم في المجتمع وهو يعاني من خلل في اهم قيمة لديه. نجد انه ينظر الى نفسه نظرة دون المستوى ويستمر في سلب الامل منه ويتوقف عن محاولة تحقيق نفسه ويعاني بشكل مؤسف مع كيانه ومسلوبة مهجته ويتفاقم شعوره بالدونية الذي هو ترجمة لما برمجه في عقله باستمرار والسخط المستمر على حاله. قد ينمو هذا الخلل الذي يؤدي الى احتقار الذات من الغير في حال تعرض البعض الى التحطيم النفسي وخلل في التربية في المحيط الداخلي وقد يلجأ البعض الى احتقار نفسه بنفسه فلا يعد يرى الامور الا بشكل سلبي وسوداوي في هذه الحياة والتمسك بأحداث للماضي والعيش به. قد يسبب احتقار الذات وكرهها وعدم تقبلها اضرارا جسيمة له لانه اذا استمر في هذا قد يتحول الى مرض وقد يخسر نفسه بازدرائه المتواصل وعليه استعادة حياته قبل ان تتسرب منه. ان الاستمرار في امتهان الذات ومعاداتها امر غير مقبول فعلينا ان نوازن شعورنا وان نقيمها وان نتعامل مع ذواتنا بشكل معتدل فلا نكرهها ولا ننسى حقها وان نضع معايير لمراقبة ذاتنا فلا نقسو عليها .. وعلينا ان نعلم ان احتقار الذات ما هو دمار لنا وان نوجه تفكيرنا وطاقتنا الى ان نكون منتجين وملهمين وقادرين على تجاوز جميع العقبات.