أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن "البعض حاول أن يجعل العراق ساحة للخلافات الإقليمية والدولية وقمنا بمحاربة تلك المحاولات". وأضاف في لقاء مع صحافيين وإعلاميين عرب، أمس السبت، : "لن نسمح أن يكون العراق ساحة للحرب وأن "الحكومة تعمل على جعل العراق لأن يكون ساحة للقاء والسلام وألا يكون ساحة لتصفية الحساب".ولفت الكاظمي، إلى أنه "يجب أن نبحث عن حلم عراقي جديد يؤسس لمفهوم الدولة والمواطنة مع مساواة لجميع العراقيين أمام القانون". يأتي ذلك تزامنًا مع نشر صحيفة "ذا ايكونوميست" البريطانية تقريرًا عن هيمنة إيران على الساحة السياسية والأمنية في العراق وسعي حكومة الكاظمي لإيقاف هذا التوغل، الذي باتت تندد بوجوده أصوات شعبية عراقية وتطالب باستعادة سيادة الدولة. وقال التقرير إن العراقيين باتوا أكثر ثقة بالحكومة ويدعمون جهودها للحد من النفوذ الإيراني، لكن المعضلة أن أحزابا نافذة في الحكومة تملك وجودًا برلمانيًا قويًا توفر الغطاء السياسي للميليشيات العراقية الموالية لإيران والتي تنفذ أجندتها في البلاد، بينما طهران تمارس سياسة ليّ الذراع مع السياسيين لفرض نفوذها، وتحويل صورة أمثال سليماني من محتلّين إلى أبطال. ونقلت الصحيفة عن ضابط عراقي إن إيران تسعى للاستيلاء على سيادة العراق، والصور التي تخلد ذكرى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في غارة جوية أمريكية في شهر يناير من العام الماضي، والمعلقة في الشوارع العراقية، هي انعكاس لما وصل إليه التدخل الإيرانيالعراق. ويضيف أن القمع العنيف الذي لجأت إليه الميليشيات المدعومة من إيران لفض الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ 2019 فضح التدخل الإيراني في البلاد، وأنه مع تقلد الكاظمي رئاسة الحكومة بدأ في فرض سياسة جديدة مع طهران، إذ عمل على التصدي للميليشيات والسلاح المنفلت واستعادة سيطرة الدولة على المعابر الحدودية وإزالتها ووضعها في أيدي الأمن العراقي، ما جعل إيران تشعر بأن توغلها في العراق بات مهددًا. وعبر الضابط العراقي أن لديه مخاوف أكبر، مشيرًا إلى أنه إذا مزق الكاظمي صور سليماني فقد تستخدم إيران وكلاءها للاستيلاء على المحافظاتالعراقية الجنوبية. وبحسب تقرير "ذا ايكونوميست"، يعتقد مستشارو الكاظمي أن معظم العراقيين يدعمون جهوده للحد من نفوذ إيران، لكن في الانتخابات الأخيرة بقيت الجماهير المحبطة في منازلها بينما خرج الناخبون المؤيدون للأحزاب الموالية لإيران. ومن المقرر إجراء انتخابات مبكرة في أكتوبر المقبل وإذا حشد الحراك الرافض للهيمنة الإيرانية الناخبين، في ظل رقابة أممية لضمان انتخابات نزيهة، فقد يتغير المشهد السياسي ويفقد أنصار إيران غالبية نفوذهم في العراق.