كلما اشتد الضغط على نظام أردوغان عمد إلى امتصاص الغضب الأمريكي – الأوروبي على تركيا بمرواغة جديدة، إذ أعلنت أنقرة مؤخرا أنه لن يتم دمج منظومة الصواريخ الروسية "إس -400" في نظام الدفاع التابع لحلف شمال الأطلسي الموجود في تركيا، في محاولة يائسة للإفلات من العقاب الأمريكي. وزعم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، إن قرار منظومة الصواريخ الروسية لم يُتخذ بين عشية وضحاها، ولن يتم دمج صواريخ إس -400 في نظام دفاع حلف شمال الأطلسي، وبالتالي لن تكون في وضع يمكنها أن تشكل تهديدا لنظام دفاع "الناتو"، في مراوغة واضحة لتخفيف الضغط على بلاده من قبل الحلف الذي يرفض سياسات أردوغان العدوانية ويطالبه دوما بالتراجع عنها. من جهة ثانية، انتقد رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا، أحمد داود أوغلو، الرئيس أردوغان بشدة، مبينا أنه دائما ما يحني رأسه للصين، في إشارة لخنوعه لها، بينما يعادي دولا أخرى في المنطقة، موجها سؤلا للرئيس التركي قائلا: "لماذا تحني رأسك أمام الصين؟". جاء ذلك بعد صمت أردوغان تجاه ما وصفه أوغلو ب"الإبادة الجماعية التي تنفذها بكين ضد الأتراك الأويغور في تركستان الشرقية". وقال أوغلو، إن أردوغان يعزل بلاده عن أوروبا بسبب محاولته تغيير طبيعة السياسة في البلاد مع النظام الرئاسي، مضيفًا وفقا لصحيفة "كاثيميريني" اليونانية، أن الرئيس التركي غير نظام الحكم في البلاد على الرغم من التحذيرات، في خطوة غيرت سياسة أنقرة، مؤكدًا أن النهج الحالي يبعد البلاد عن النموذج الأوروبي للديمقراطية والإدارة. وتعرض النظام الرئاسي التنفيذي في تركيا، الذي بدأ مع انتخابات يونيو 2018، لانتقادات بسبب إلغائه لمنصب رئيس الوزراء أثناء نقل السلطات التنفيذية إلى الرئيس، ورفض أردوغان دعوات المعارضة للعودة إلى النظام السابق. وكان داود أوغلو رئيسًا للوزراء ورئيسًا لحزب العدالة والتنمية الحاكم من عام 2014 إلى عام 2016، عندما اختلف مع أردوغان، مما أجبره على التنحي عن مقعده، واستقال من الحزب في سبتمبر 2019 قبل أن يقود حزب المستقبل المنافس لحزب العدالة والتنمية في ديسمبر من العام نفسه.