يتميز مجتمعنا بحبه للخير وعمله وتقديمه بكل حب للعالم أجمع، وبدون مقابل. هذا العمل التطوعي الخيري يهدف إلى سعادة الفرد والمجتمعات بشكل عام، ويدل على مستوى تقدم الشعوب وتميزها لدوره في تفعيل طاقات وقدرات المجتمعات وإثراء الوطن بسواعد أبنائه. وقضية العمل التطوعي ليست جديدة علينا أو وليدة اليوم، ولكن ديننا الحنيف يحث عليها وأجمع علماؤنا على أهميته باعتباره تكليفاً دينياً لتحقيق التكافل الاجتماعي بأكثر من وسيلة ليحقق التفاعل بين أبناء المجتمع الواحد وللنهوض بالمجتمع وزيادة العملية الإنتاجية. وأثبت أبناؤنا نجاحهم في الأعمال التطوعية، ووضح تأثير هذه الأعمال الخيرية التطوعية خلال جائحة كورونا، التي أثبتت بالفعل الإمكانات الهائلة لدى المتطوعين وحرصهم على العطاء والبذل في أحلك الظروف. وقد أكدت رؤية المملكة 2030 على تمكين المسؤولية المجتمعية من خلال رفع مستوى تحمل المواطن للمسؤولية وتوجيه الدعم الحكومي للبرامج ذات الأثر الاجتماعي، وبناء ثقافة العمل التطوعي وتشجيعه ورفع نسبة المتطوعين إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي قبل 2030 باعتباره من جوانب التطوير والتنمية المستدامة. أما رياضياً، فقد عرفت المسابقات الرياضية العملية التطوعية في عام 1912 في دورة الألعاب الأولمبية في السويد؛ حيث تم إشراك المتطوعين لأول مرة، بعدها زادت قاعدة الراغبين بالتطوع في الأحداث الرياضية؛ حيث بلغ عدد المشاركين تطوعياً في ألعاب لندن 2012 والبرازيل 2016 مشاركة 70 ألف متطوع وفي بطولة كأس العالم الأخيرة لكرة القدم في روسيا بلغ عدد المتطوعين 17000 متطوع، فالإقبال على العمل التطوعي ينبئ لنا بأرقام كبيرة في أعداد المتطوعين في مجال الرياضة مستقبلاً. وللتطوع في المسابقات والأحداث الرياضية دور مهم في الاحتكاك مع ثقافات الشعوب المختلفة، فضلا عن اكتساب الخبرات الجديدة والكبيرة وعكس الصورة الطيبة لمجتمعنا ولدولتنا لأن المتطوع عبارة عن سفير لوطنه في المسابقات الرياضية. وسيكون التنافس للتطوع على أشده؛ لكونه معياراً للجانب الأخلاقي للمتطوع، الذي يقدم وقته الثمين بدون مقابل خدمة لدينه ووطنه، وأصبح تطور المجتمعات وتقدمها يقاس بمدى مشاركة المجتمع في العمل التطوعي، وتقديم المتطوع هذه الخدمات لا ينتظر منها مقابلاً مادياً حيث يعد المتطوع شريان التنظيم الناجح لأي حدث رياضي. ويجب علينا كوسائل إعلام إبراز أهمية العمل التطوعي وتقوية العلاقات الإنسانية وتوطيدها عن طريق التطرق لأهمية التماسك الاجتماعي وإبراز الجوانب المتميزة للأعمال التطوعية في مختلف المجالات وليست الرياضية فقط، خاصةً أن العمل التطوعي يرسخ مفهوم فريق العمل الواحد ويثري المهارات التي تتكامل بين الجميع لتنفيذ المهمات الموكلة بالشكل المطلوب مما يسهم في رفع الروح المعنوية لدى الجميع وبناء روح الثقة والتعاون والشعور بالمسؤولية. وهناك دور كبير لبقية مؤسسات المجتمع المختلفة مثل الأسرة والمدرسة والمسجد في العمل التطوعي بتنشئة الأبناء وتنمية قيم المواطنة الصالحة لديهم، وتعزيز الانتماء الوطني والتضحية وتعميق الإحساس بالهوية الدينية والوطنية، وحب العمل الجماعي الخيري في نفوس أفراد المجتمع والاستفادة من التطوع لمعالجة كل المشاكل السلبية مجتمعياً.