واصلت ميليشيا الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، استهداف المدنيين في مأرب، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين، ما ينذر بكارثة إنسانية. وحذرت الأممالمتحدة من تعريض ملايين المدنيين للخطر جراء التصعيد الحوثي في محافظة مأرب. وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك: "أشعر بالقلق الشديد نتيجة التصعيد العسكري الحاصل في مأرب وتداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية"، محذرا من أن أي هجوم عسكري سيضع ما يصل إلى مليوني مدني في خطر وينتج عنه نزوح مئات الآف، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها، مضيفًا "لقد حان الوقت الآن للتهدئة، وليس لمزيد من البؤس للشعب اليمني". وتشن ميليشيا الحوثي الانقلابية منذ أكثر من عام حملة للسيطرة على مدينة مأرب تكثّفت في الأسبوعين الأخيرين، ما دعا الجيش اليمني لردعها معلنا أمس (الثلاثاء)، عن تدمير مركز قيادة للميليشيا في جبهة المحدرة، ومقتل 8 من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية، بينهم قيادي ميداني، وجرح أربعة آخرين في كمين محكم في محزام ماس شمالي غرب محافظة مأرب. يأتي ذلك بعد يوم من مصرع 23 عنصرا من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية، وإصابة آخرين، في محافظة مأرب، شمال شرقي البلاد. وبحسب المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة أوليفيا هيدون، فإنه إذا انتقل القتال باتجاه المناطق المأهولة أو مواقع النازحين، سنرى الناس يفرون مرة أخرى باتجاه مناطق شرق وجنوب مدينة مأرب مع موارد أقل، مشيرة إلى جزءا كبيرًا من هذه المناطق صحراوية، ما يعني أن أي نزوح في ذلك الاتجاه سيؤثر على وصول العائلات إلى المياه. من جهته، قال وزير الإعلام معمر الارياني، إن الحوثيين قصفوا مخيم الزور بمديرية صرواح في مأرب بصاروخ باليستي وعدد من صواريخ الكاتيوشا، مشيرًا إلى أن المخيم يضم أكثر من 20 ألف نازح من مختلف المحافظات. ولفت إلى أن استمرار ميليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف التجمعات السكنية ومخيمات النزوح بمحافظة مأرب عمل إرهابي وجريمة حرب ضد الانسانية، معربًا عن استغرابه لاستمرار صمت المجتمع الدولي والأممالمتحدة إزاء تصعيد الحوثيين في مأرب، واستهدافهم المتعمد للمناطق والأحياء السكنية. وحذر الوزير اليمني، من أن التصعيد في مأرب يهدد بأكبر موجات نزوح للمدنيين منذ بدء الحرب، ويضع البلد أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة.