تتواصل عمليات النزوح الجماعي من عدة مناطق وقرى في مديرتي حرض وكُشر على خلفية التصعيد الحوثي وعمليات القصف الصاروخي والمدفعي التي تشنها الميليشيا منذ أسبوع على مناطق سكنية، مستهدفة القرى ومخيمات النازحين بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية، وسط موجة نزوح غير مسبوقة في المنطقة. وبشكل مباشر ومتعمد، استهدفت ميليشيا الانقلاب الحوثي المدعومة من إيران، صباح السبت، مخيم شليلة والحداد للنازحين في محافظة حجة شمال غربي اليمن، بصاروخ بالستي وعدة قذائف مدفعية وعدداً من صواريخ الكاتيوشا، أسفر عنها مقتل أكثر من ثمانية مدنيين وإصابة 30 نازحاً جلهم من النساء والأطفال. المخيم الذي انهالت عليه القذائف، استُحدث قبل نحو أسبوع في منطقة نائية، ويقطنه نازحو قرى مناطق شليلة وبني الحداد، الذين هجّرهم وكلاء إيران من منازلهم التي تعرضت للقصف والنهب والاحتلال ومن ثم التفجير، وسط ما يقول السكان إنه صمت مطبق من الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها. وقبل ثلاثة أيام من جريمة السبت، كانت الميليشيا قد ارتكبت جريمة وحشية بحق سكان شليلة وعزلة بني الحداد إذ راح ضحيتها عشر من النساء والأطفال، ودانها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ودعا الأممالمتحدة إلى القيام بدورها في حماية السكان والمدنيين من صواريخ وقذائف وألغام الميليشيات الانقلابية. وبعد أن اضطر السكان، للنزوح تحت القصف الصاروخي والمدفعي، وجدوا أنفسهم اليوم مضطرين للنزوح مرة أخرى ومغادرة المخيم. وقال مسؤول عسكري يمني إن الميليشيا استغلت اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وحاولت بكل إمكانياتها تحقيق مكاسب عسكرية في جبهات حيران وحرض بمحافظة حجة، مشيراً إلى أنها شنت أكثر من عشر هجمات ودفعت بمئات المقاتلين من عناصرها وفشلت في تحقيق أي مكاسب، وفي الوقت نفسه تلقت خسائر بشرية ومادية فادحة، مما دفعها للانتقام من المدنيين، واستهداف مخيمات النازحين بصواريخ بالستية وقذائف مدفعية وعشرات الصواريخ. وكشف مصدر محلي بحجة عن الهجمات الصاروخية والمدفعية التي شنها الحوثيين على المدنيين خلال الأسبوعين الماضيين، أسفرت عن مقتل أكثر من 25 مدنياً وإصابة أكثر من 60 جلهم من النساء والأطفال. وفي سياق متصل، قال تقرير للجيش اليمني، السبت، إن الحوثيين ارتكبوا 745 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الشرعية والانقلابيين برعاية الأممالمتحدة، الذي دخل حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي، مبيناً أن تلك الانتهاكات أدت إلى مقتل 51 مدنياً وإصابة أكثر من 374 آخرين. وأوضح التقرير أن خروقات الميليشيا مستمرة بمختلف أنواع الأسلحة، كما أكد قيام الحوثيين بقصف المطاحن التي تستخدمها الأممالمتحدة مخازن لها، لافتاً إلى أنها تعمل بشكل مستمر على تعزيز مواقعها الدفاعية عن طريق زراعة الألغام وحفر الخنادق والممرات البرية في المداخل والمواقع الرئيسية بغية منها إفشال اتفاق ستوكهولم. مغادرة النازحين بعد التعرض للقصف الحوثي