وجهت السلطات العراقية ضربة موجعة للمليشيات الإيرانية المسؤولة عن سلسلة الاغتيالات المنفذة في العراق لسياسيين وناشطين مناوئين لتدخلات الملالي في الشؤون الداخلية لبغداد، إذ أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس (الاثنين)، إلقاء القبض على "عصابة الموت" في محافظة البصرة، مبينا أن العصابة أرعبت الشارع العراقي في الفترة الماضية وأزهقت الكثير من الأرواح. وأضاف في تغريدة له على "تويتر": "عصابة الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة، وأزهقت أرواحًا زكية، سقطت في قبضة أبطال قواتنا الأمنية تمهيدًا لمحاكمة عادلة علنية"، وتابع: "قتلة جنان ماذي وأحمد عبد الصمد يحاسبون اليوم، وغدًا القصاص من قاتلي ريهام، والهاشمي، وكل المغدورين. العدالة لن تنام". وتعهد الكاظمي في وقت سابق، بمعاقبة قاتلي النشطاء في العراق، مؤكدا أنه سيجعل منهم "عنوانا للعدالة"، وقال حينها: "جماعات خارجة عن القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة، وهي تشكل تهديدا لهم ولجميع العراقيين، البصرة مهمة لدينا ولا نقبل بالإخفاقات في حماية أمنها"، مشددا على أن "السلاح المنفلت والمشكلات العشائرية غير مقبولة، ويجب أن يكون هناك عمل استباقي، فالتجاوز وخرق القانون والجريمة لا يمكن أن التعامل معها بشكل عابر". وكشفت مصادر أمنية من محافظة البصرة الجنوبية أمس، أن قوة أمنية استخباراتية تمكنت من اعتقال 3 أشخاص مشتبه بهم في عمليات اغتيال الناشطين في المحافظة، منوهة إلى أن أعضاء الخلية اعترفوا في التحقيقات بعلاقتهم بحوادث الاغتيال، لاسيما الصحافي أحمد عبد الصمد، وعدد آخر من الناشطين المشاركين في الاحتجاجات. ولفتت إلى أن المعتقلين جزء من خلية اغتيالات يتجاوز عددها العشرة أشخاص تنشط في البصرة، ولها صلات ببعض الأحزاب ذات المرجعية المتشددة، في إشارة إلى التنظيمات والميليشيات الموالية لإيران. وأثار اغتيال الناشط السياسي الهاشمي، موجة غضب من نفوذ الميليشيات الموالية لإيران وتأثيرها في تدهور أوضاع العراق، خاصة مع ارتباط هذه الميليشيات بقادة سياسيين وحزبيين نافذين، كما تصاعد التنديد على المستوى الدولي، مع مطالبات بوضع حدا للاغتيالات ومحاسبة المتورطين فيها. وتكررت عمليات الاغتيال في العراق منذ سنوات، مع ربطها بفصائل مسلحة موالية لإيران تستهدف تصفية خصومها والمناوئين لهيمنة طهران على مفاصل الدولة العراقية، فيما أكدت مصادر محلية في البصرة أن ميليشيات وقوى سياسية متنفذة موالية للملالي، مارست خلال اليومين الأخيرين ضغوطًا كبيرة من أجل التأثير على سير التحقيق مع المتهمين بالانتماء ل"فرقة الموت"، فيما أكد إسماعيل مصبح الوائلي، شقيق محافظ البصرة الأسبق الذي اغتيل من قبل مسلحين مجهولين عام 2012 محمد مصبح الوائلي، أن المتهمين ينتمون لميليشيا "حزب الله" العراقي، موضحا أن الميليشيا ومقربين من الحرس الثوري الإيراني يمارسون ضغوطًا من أجل تغيير مجرى التحقيقات. إلى ذلك، كشف مصدر أمني، أن المتهمين المقبوض عليهم أقروا بتنفيذ سلسلة اغتيالات منذ 2016 حتى العام الجاري من بينها اغتيال مدير دائرة التجاوزات في البصرة مكي التميمي، والناشط مجتبى أحمد جاسم الملقب "مجتبى الزاجل"، والناشطة جنان ماذي شمخي الملقبة "أم جنات"، والصحافيين أحمد عبد الصمد وصفاء غالي، فضلا عن الهجوم على دار محافظ البصرة أسعد العيداني، ومهاجمة منزل شقيقه، واستهداف دار حاتم محسن هامل الدراجي، ومحاولة اغتيال المقدم مثنى عدنان عبد الكريم مديرية استخبارات البصرة في العام الجاري، واستهداف دار المقدم مصطفى عباس محسن – استخبارات البصرة بعبوة ناسفة، بالإضافة إلى جرائم متفرقة تشمل استهداف أرتال الدعم اللوجستي وابتزاز أصحاب الشركات الأمنية العراقية.