اغتالت مجموعة مسلحة في الساعة العاشرة ليل الخميس بالتوقيت المحلي، محافظ البصرة السابق، محمد مصبح الوائلي، وذلك قرب مسجد سيد حامد السويج بالعباسية بالبصرة جنوب العراق. وأبلغ شهود عيان "العربية" أن سيارة "أفلون" يابانية بيضاء اقتربت من محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي الذي كان بمفرده بعد أن رفعت الحكومة العراقية الحماية عنه منذ أشهر بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي رغم تلقيه تهديدات جدية بالاغتيال من جهات مختلفة. وقال طبيب شاهد جثة الضحية بعد نقلها إلى المستشفى التعليمي إنه قتل بسبع رصاصات من مسدسات كاتمة الصوت أصابت رأسه وصدره، وإن اغتياله تم بطريقة الإعدام. وقالت مصادر أمنية عراقية مطلعة إن محمد الوائلي كان على رأس قائمة من أهالي البصرة يجب اغتيالها، وقد سربت القائمة من "فرق الموت" التي تتهم بالعمل لصالح المخابرات الإيرانية باغتيال محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي. يشار إلى أن الضحية متزوج ولديه خمس بنات وولد، وأصبح محافظاً للبصرة بالانتخاب ما بين 2004 و2008. محمد مصبح الوائلي محافظ البصرة الذي تولى منصبه بعد سقوط النظام العراقي خلفاً لسابقه (أبو أحمد الراشد) والأسبق (وائل عبد اللطيف) ينتمي إلى حزب الفضيلة الإسلامي المشارك في العملية السياسية الحالية. وقد قام الوائلي بإنشاء العديد من المشاريع الخدمية والاقتصادية، منها مشروع إقامة دورة الألعاب الخليجية في محافظة البصرة، كما قام بإنشاء المدينة الرياضية التي يجري العمل بها حالياً لاستضافة الدورة الرياضية وغيرها الكثير، لكن لم يكتب له إتمامها بسبب الظروف التي كانت تعيشها البصرة آنذاك من قبيل الصراع بين الأحزاب السياسية في البصرة والخلاف المحتدم بينه وبين الحكومة الاتحادية التي يتزعمها نوري المالكي، وكذلك سيطرة المليشيات المسلحة على مفاصل الدولة وسحب السلطات الأمنية منه من قبل الحكومة. إضافة إلى الضغط الذي تمارسه دول الجوار العراقي على القادة السياسيين لعزله، كالعلاقات التي بينه وبين إيران والكويت، والتي وصفت بغير الجيدة بسبب الصراع على الحدود (مزارع سفوان) و(جزيرو أم الرصاص)، فكان يقف في مصد الريح، وتم تشويه صورته، ولم يرشح لدورة ثانية لتفادي التفكك الذي سيحصل بين سكان البصرة المؤيدين له والواقفين ضده، فاعتزل العمل السياسي بعد انتخاب محافظ البصرة الجديد شلتاغ عبود المرشح من قائمة ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي.