زادت إثيوبيا من تعقيدات أزمة "سد النهضة"، بإعلانها أمس (الثلاثاء)، المضي قدمًا في استكمال بناء السد والملء الثاني دون انتظار الوصول إلى اتفاق، بالتحذيرات المصرية والمخاوف السودانية. وقال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، خلال زيارة تفقدية لموقع السد بصحبة وفد من المعنيين بالملف، إن بناء السد يسير كما هو مخطط له، بالمقابل رفض السودان الخطوات الإثيوبية الجديدة، متمسكا بالوصول لاتفاق تقبله الدول الثلاث. وأكد وزير الري السوداني ياسر عباس، خلال لقائه رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، السفير روبرت فان دن دوول، ورئيس القسم السياسي في البعثة دانيال وايس، أن سلامة نصف سكان السودان تعتمد على اتفاق آمن لملء السد، مطالبا بدور أكبر للاتحاد الإفريقي في المفاوضات الثلاثية لحل الأزمة بشكل نهائي. وأعلنت إثيوبيا، عزمها القيام بالملء الثاني المتوقع بدأه في يوليو المقبل، دون انتظار الوصول إلى اتفاق مع مصر والسودان، وهو ما ترفضه الخرطوموالقاهرة، في انتظار حل إفريقي للأزمة القائمة بين الأطراف الثلاثة، إذ عبرت مصر عن عدم قبولها لسياسة الأمر الواقع التي تنتهجها أديس أبابا، مشيرة إلى رفض تكرار ما أقدمت عليه أديس أبابا العام الماضي، عندما أقدمت على إكمال المرحلة الأولى لملء السد دون مشورة، بينما فشل في 10 يناير الماضي، اجتماع سداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا، في التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض. ومنذ 9 سنوات، تخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرةوالخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثرهما سلبا، خاصة على صعيد حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وضمان حماية السدود السودانية وفق آلية مع أديس أبابا تجنب الخرطوم المخاطر.