لا أعتقد أن فوز النصر بكأس السوبر السعودي، أهم عند النصراويين من العمق الحقيقي لمفرزات لقاء النهائي، وهو عودة النصر الفعلية لسابق عهده، أو المتعود عليه والمأمول من كل عشاق النصر. نعم، ألف مبروك لكل المنظومة النصراوية تحقيق كأس السوبر ومبروك للوسط الرياضي عودة النصر بعد تعثرات، ظن أغلب المتابعين أنها بداية النهاية لنصر قادر على المنافسة؛ بسبب مكونات هذه النهاية، التي تشعبت وشملت الجميع؛ سواء على مستوى التخبط الفني تارة، أو الكوارث الإدارية والمالية تارة أخرى. نعم، النصر تفوق على نفسه واستثمر عثراته لعودة التصحيح من خلال مستوى تصاعدي، وضح جليا مع تتابع جولات الدوري الأخيرة؛ لتكون مباراة السوبر، هي البداية الحقيقية لعودة الانطلاقة في المنحنى التصاعدي، ليس فقط على المستوى الفني، الذي أبدع في صياغته " ألين هورفات " وأسلوبه المناسب، ولا على مستوى اللاعبين، وإحساسهم بالمسئولية، ولكن على المستوى الإداري والانضباطي داخل الفريق، الذي تميز فيه " الذهبي " حسين عبدالغني. نعم، أكثر من يستحق التهنئة مع احترامي لجميع من داخل المنظومة هو"عبدالغني" الذي أعاد النصر في المرة الأولى لاعباً، والآن يعيد النظام مجدداً كإداري، ويعود معه النصر. فالعمل الذي قدمه خلال الفترة القصيرة، والتعاون الذي وجده من جميع أعضاء الفريق، والصرامة في تطبيق النظام، كان أهم العوامل في عودة النصر الحقيقي، ولك في تعامله مع البرازيلي " مايكون " أكبر الأمثال، وأوضحها، والذي تعودنا منه سابقاً على مثل هذه التصرفات، ولكن مع "حسين " فلا . هذا العمل المميز أرسل رسالة ضمنية للجميع بأن " الكيان أهم " ولا أحد فوق النصر، وهذا شاهدناه في أداء الفريق. نعم، عودة النصر مهمة للنصراويين، ولكن عودته أهم لأركان المنافسة، وجميل أن تكون هذه العودة من بوابة الغريم وصاحب السطوة في البطولات" الهلال". نعم، النصر أعد العدة من بداية الموسم من خلال الاستقطابات " الجيدة " محلياً، ولكن فقد من يستطيع إدارته بالشكل المناسب من الناحية الإدارية، أو الفهم الفني العميق وتقييمه، وها هو الآن يجد ضالته في الخبير " حسين ". فالنصر يمر بظروف صعبة نسبياً، وخصوصًا مع عدم تجاوزه شهادة الكفاءة المالية، والديون المتراكمة التي تعتبر أكبر العوائق لعملية التعديل، ولكن الكفاءة الإدارية والفنية الموجودة حاليًا قادرة على تجاوز كل الظروف والعقبات، ولكن ما يحتاجه النصر فعليًا لإعادة صياغة الطموحات والقدرة على تحقيقها؛ وضع الثقة في الموجودين، ودعمهم وإبعادهم عن الضغوطات المصنوعة، وعدم تصدير الأزمات؛ من أجل استمرارية المنافسة، وعدم العودة للمربع الأول، الذي أرهق النصراويين، وأفقدهم التوازن. فعوداً حميداً يا نصر. بقعة ضوء النصر بمن حضر " مقولة " يجب تفعليها حالياً بكل مكوناتها، وتحمل كل تبعيتها، فلا عودة حقيقية دون تضحيات.