وقعت اليونان أمس (الاثنين)، اتفاقا بقيمة 2.5 مليار يورو مع فرنسا لشراء 18 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" في ظل تصاعد التوترات مع جارتها تركيا، وذلك بهدف وقف تغول أنقرة على حدود أثينا البحرية، ومنعها من تقويض استقرار المنطقة. وتريد اليونان ضمان طائرات تساعدها على التفوق جويًا في بحر إيجه، حال حدثت المواجهة مع تركيا، باعتبار أن الصفقة مع باريس تشمل تزويد أثينا بصواريخ عابرة من طراز "سكالب" وأخرى مضادة للسفن من نوع "اكزوسيت" ومضادات جوية طويلة المدى من طراز "ميتيور". واتخذ رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قرار التفاوض مع فرنسا في سبتمبر الماضي، ردًا على عمليات التنقيب عن الغاز التي قامت بها تركيا ولجوئها إلى عرض قوتها في مياه تتنازع عليها مع اليونان وقبرص. ويرى قادة الاتحاد الأوروبي أن تصرف تركيا "غير قانوني وعدائي" ما مهد الطريق أمام فرض عقوبات على أنقرة، بينما دعمت فرنسا في الأشهر الأخيرة صراحة مواقف أثينا، وأرسلت خلال الصيف طائرات رافال وسفنا حربية، بعد أن نشرت اركيا سفنا عسكرية وأخرى للتنقيب في مناطق تؤكد اليونان أنها تابعة لسيادتها. وعلى الرغم من استئناف اليونان وتركيا المحادثات الهادفة إلى حل النزاع سلميًا، أمس، غير أن أثينا تقول إنها ستواصل برنامجًا بمليارات الدولارات لتحديث جيشها؛ إذ تراوغ أنقرة في التعاطي مع الملف وتلجأ للتهدئة كلما اقتربت عقوبات الاتحاد الأوروبي، ثم تتراجع عندما يُغمد سيف العقوبات لمنح مهلة للمفاوضات. وتعتزم أثينا تخصيص 5,5 مليارات يورو للدفاع هذا العام، ما يزيد إنفاقها على المعدات العسكرية خمسة أضعاف، وإضافة لشرائها مقاتلات رافال، تخطط أثينا لشراء فرقاطات ومروحيات وطائرات مسيرة وتحديث أسطولها من طائرات إف-16 وتجنيد 15 ألف عسكري إضافي. وفي الداخل التركي، ندد النائب في البرلمان التركي عن حزب "الشعوب الديمقراطي" عمر فاروق جرجرلي أوغلو، باحتجاز الأطفال مع أمهاتهم في السجون، حيث يقبع أكثر من 800 منهم خلف القضبان، ويتوزّعون بين رُضّعٍ وآخرين لا تزيد أعمارهم عن 6 سنوات. وأعادت صورة التقطت قبل أيام، أمام مدخل سجنٍ تركي، لأمٍّ محتجزة مع اثنين من أولادها، قضية أولئك الأطفال إلى الواجهة مرة أخرى، وهو أمر يتكرر الحديث عنه في تركيا بين الحين والآخر دون أن تتخذ السلطات أي حلٍ لمشكلتهم. وكشف أوغلو عن هوية الأم المحتجزة مع طفليها، مشيرًا إلى أنها تدعى إيليادا تيكغوز، وهي مدرسة لمادة الرياضيات، وقد زُجّت في سجن بكركوي الخاص بالنساء في اسطنبول، مع طفلها محمد أكرم البالغ من العمر عاماً ونصف العام، وابنتها زلال ذات الأربعة أعوام، بزعم تهمة الإرهاب.