يستعد محمد 24 عاما لدخول القفص الذهبي بعد أن تم تأهيله بدورات تدريبية ضمن آلاف الشباب والفتيات المقبلين على الزواج من قبل مركز لتأهيل العرسان الجدد ، حيث تلقى العريس محمد دورات في شؤون الحياة الزوجية ولا تختلف الدورات التي تلقتها العروس حصة عن تلك التي تلقاها العريس محمد حيث يقوم على تقديم البرنامج مختصون في التربية والتوجيه والإرشاد الأسري في حزمة من المواضيع تختلف وفق احتياجات الشباب المعرفية والثقافية في مجال الأسرة والعلاقات الاجتماعية والدينية والإقتصادية ، ما يساهم في إثراء خبرات الشباب بالنسبة لبناء الأسرة وتعزيز قدراتهم على تحقيق النجاح لزواجهم ما دفعهم إلى الاهتمام بالعلاقات الأسرية والاجتماعية. والسؤال الذي ينطلق من منصة (الأفراح) هل هذه الدورات تفيد العرسان، خصوصا وأن ثمة معلومات تشير إلى أن بعض المراكز أصبحت ( تتاجر ) في هذه الدورات وتستثمر فيها فضلا على دخول بعض الشخصيات المشهورة لتقديم هذه الدورات اعتمادا على شهرتهم فقط، ما يضعف من مثل هذه الدورات. (البلاد) التقت بعدد من المختصين والذين اكدوا على اهمية مثل هذه الدورات ، لافتين في الوقت نفسه إلى ضرورة أن تقام تحت مظلة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وأن تكون مجانا فضلا عن ضرورة أن تتولى إقامة هذه الدورات كوادر متخصصة في علمي النفس والإجتماع . في البداية تقول دعاء زهران المستشارة الأسرية والإجتماعية: تغيرت المجتمعات وتطور الفكر وازداد الوعي عند كثير من فئات المجتمع . وهذا مؤشر مُطمئن لبروز جيل واعٍ ومُثقف ومُطلع..فقد حث المختصون في المجال النفسي والاجتماعي كثيراً على أهمية الدورات قبل الزواج وتأهيل الشباب لهذه المرحلة نفسياً واجتماعياً ودينياً..وعن مقياس التوافق بين الزوجين..كمقياس هيرمان الذي يضع أنماط تفكير كل شخص من جميع جوانب الحياة. وقد تمت دراسة على عدد ممن خضعوا لهذه الدورات والمقاييس قبل الزواج..واتضح أن عددا كبيرا تخطى مشاكل اول خمس سنوات الصعبة ..وكانت الحياة أكثر وضوحا وتفهما واستقرارا..ونسبة الطلاق انخفضت.ولكن وبدون شك..لكل من يرغب للخضوع لمثل هذة الدورات واللقاءات يجب أن يبحث عن مختصين في هذا المجال..وليس لأسماء لامعة دون تخصص..أو لشخصيات تُساير رغباتنا لنُعجب بهم. أمانة وضمير وتضيف زهران بقولها :عقولنا وقلوبنا لانسلمها لكائن من كان..وقد اتسعت هذة الدائرة بشكل كبير..فمنهم من لديهم أمانة وضمير ومنهم من اتخذها تجارة وشُهرة..استحدثت ثقافة دورات التأهيل قبل الزواج في السبع سنوات الماضية تقريباً..ليس لأن الجيل السابق لم يكن بحاجة لها..ولكن كان يكتفي أفراد المجتمع بنصائح الأهل وأصحاب الخبرة السابقة ..فمنهم من نجح ومنهم من دمر جيلا بأكمله ..فتغير وتطور طرق التعليم والتثقيف والبحث عن المعلومة..ساهم في تنشيط الإقبال على هذة الدورات.. وتواصل زهران :ثقفوا أنفسكم وتعرفوا على شخصياتكم واحتياجاتكم قبل الخضوع لحياة غامضة مع شريك يحتاج لتفهم وتغافل وتأقلم..لتسعدوا بحياة أكثر هدوءا وراحة ومودة ورحمة. حالات الطلاق من جانبها أوضحت الدكتورة نادية نصير مستشارة تربوية واسرية ان دورات ما قبل الزواج اكيد مهمة جداً وخصوصاً ان المجتمعات العربية اصبحت تعاني من ارتفاع نسبة الطلاق ولكن يجب ان تتوفر شروط في من يقوم بإعطاء مثل هذه الدورات، بحيث يجب ان يكونوا على اطلاع بثقافة مجتمعهم ، وان يكونوا مطلعين علي النواحي الشرعية من القرآن والسنة ، وان يختاروا فئات العمر التي يكثر بها الطلاق عن طريق جمع المعلومات والاحصائيات عن نسب الطلاق من مصادر موثوق بها لإقناع الحاضرين من الشباب والشابات. النصائح في التدريب يجب ان تكون مبنية على مواقف، والسؤال عن كيفية التصرف السليم، يجب ان تتضمن التدريبات دراسة جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية للمتدربين. هذه التوعية ما قبل الزواج يجب ان تكون مجانية وتعقد في مجالس الحي حتى نضمن حضور اعداد اكبر ، في المدارس الثانوية والجامعات والمعاهد التعليمية واية مؤسسة بها افراد في سن الزواج .كما أن دور الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي مهم ايضاً في التوعية عن قوانين وروابط الزواج وخطورة الطلاق وخصوصاً اذا كان هناك أطفال كما أن التوعية عن المعاملات بين اهل الزوج واهل الزوجة من الاهمية بمكان وتعريف العرسان ان كل مشكلة لها حل ولهم الحرية في الاستشارات الزوجية المجانية عن طريق مواقع مسؤول عنها مستشارون مدربون، كل ذلك من خلال الخدمات الاجتماعية وممكن يكون هناك الكثير من المستشارين الاسريين متطوعين، فقط المسألة تحتاج الى وضع اعلانات على قنوات التواصل الاجتماعي المشاكل الزوجية تتشابه من جميع النواحي مثل النواحي السلوكية الاحترام والتعامل بأخلاق حميدة ، وفي رأيي الشخصي كل زمن له معاناته التي تتماشى مع عصره ولكن المهم ان نقوم بالوقاية من خلال التوعية وتقديم العلاج المناسب ، لعلنا نصل جميعاً الى الحد من ارتفاع نسب الطلاق. مظاهر التغير ويحلل من الناحية الاجتماعية الباحث الأكاديمي والمتخصص في القضايا الاجتماعية والأسرية خالد الدوس موضحا بقوله: لا شك ان مظاهر التغير الاجتماعي الواسعة التي يمر بها المجتمع السعودي.. وتحولاته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية السريعة التي يشهدها في واقعه المعاصر نتيجة التحديث والمستجدات التي طرأت على سطحه الاجتماعي أدت، بالتالي إلى ظهور أنماط جديدة من السلوك الاجتماعي والعادات والتقاليد والقيم المستوردة. وقد يكون من اسباب الطلاق عدم معرفة كلا الزوجين بالحقوق والواجبات، وتأهيلهما قبل الاقبال على الدخول في عالم العش الوردي, ولذلك من الاهمية بمكان تطبيق فكرة "رخصة الزواج " وإلزام الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بأن يخضعوا إلى دورات تأهيلية متخصصة لا تقل عن شهر، كما هو معمول في بعض الدول.. يكتسبون المهارات العالية في كيفية التعامل مع المشكلات الأسرية وتنمية المهارات النفسية والسلوكية ,وتعزيز قيم الوعي الاقتصادي, وإعداد الميزانية المنزلية, ونشر الثقافة الحقوقية وغيرها من البرامج التثقيفية والتنويرية التي ينبغي أن مراكز مؤسسية مؤهلة ومتخصص ومدعومة بالكوادر المهنية والكفاءات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية تكون تحت اشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية, ولا يتم منحها التصريح الرسمي لمزاولة العمل إلا وفق شروط وضوابط محددة يجب توفرها في الجهة المقدمة للدورات التأهيلية , من هنا نرى أهمية تطبيق رخصة الزواج كشرط لعقد القران بحيث تتولى-على سبيل المثال – مراكز التنمية الاجتماعية المنتشرة بالمملكة، أو مراكز أهلية مسؤولية لعقد هذا النوع من الدورات والإشراف عليها تحت مظلة مؤسسات تدريب ومدربين معتمدين وفق منهج يحدده المختصون لمدة لاتقل عن ( شهر) ينهل منها المقبلون على الزواج ثقافة الزواج الدينية والاجتماعية والعاطفية, ويكتسبون المهارات النفسية والحقوقية والواجبات بين الزوجين والتدبير والمهارات الأسرية من منطلق شرعي وثقافي. ولذلك ومع التزايد المطرد في المشكلات الزوجية والمنازعات الاسرية وبالتالي تزايد معدلات الطلاق في المجتمع والطلاق ظاهرة واسعة الانتشار ومتعددة الاسباب ولها اثار خطيرة في حياة الافراد والأسرة ،أصبح وجود المراكز المتخصصة في تأهيل المقبلين على الزواج ضرورة حتمية تفرضها متغيرات العصر وتحدياته المستقبلية، خاصة مع كثرة المراكز المتخصصة في الارشاد الاسري وما تقدمه من خدمات ضعيفة وفق مستويات لا ترتقي بجودة العمل المهني المطلوب من حيث مستوى وكفاءة المرشد وساعات العمل ومدة التدريب المقتصرة على ثلاثة أيام في معظم الاوقات ، فضلا عن قلة الخبرة والممارسة المهنية في التخصصات الاجتماعية والنفسية. وظهور من يصنفون أنفسهم بالخبراء الاجتماعيين عبر وسائل الاعلام بقنواتها المختلفة وهم لايحملون المعايير العلمية والضوابط المهنية التي تخولهم العمل بكل فعالية واقتدار في المراكز الأهلية في مجال الاستشارات الاجتماعية والعيادات الاسرية. علاقات ضعيفة كما ترى دكتوره مها حريري استشارية نفسية وإجتماعية وأحد مقدمي دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج موضحة ان هناك حاجة ملحة وقوية للحصول على دورات التأهيل ما قبل الزواج، بسبب ان دور الزوج والزوجة في ظل التكنولوجيا والتقنيات والتطور الحديث اصبح دورهم ضائعا وللأسف تكون العلاقات بينهم ضعيفة مما يؤدي الى فشل الزواج في معظم الحالات، ومفهوم العلاقات أصبح غير واضح ومشتتا وبالتالي دور الرجل كزوج ومسؤول عن حياته الزوجية لم يكن موجودا أو غير واضح الملامح وأيضا الزوجة كذلك، وتبدأ الصراعات بينهما. بالفعل لم تكن هذه الدورات متواجدة في زمن الجدات والامهات حيث تختلف الحياة سابقا ببساطتها وكان كلا الزوجين على دراية بأدوارهما وعلى دراية بكيفية نجاح الحياة الزوجية، ومتى يتغاضى ومتى يتناقش. وكنا سابقا أثناء تقديم مثل هذه الدورات نناشد أن لا يقبل أي شخص على الزواج إلا بعد حصوله على هذه الدورات مثل الكشف الصحي الإلزامي للتأكيد من الخلو من الأمراض الوراثية والجينية لإتمام الزواج، حيث لابد أن يعرف كلا الطرفين الأسس الحقيقية في قيام المؤسسة الزوجية ، وللأسف توقف هذا المشروع لأسباب خارجه عن إرادتنا وبالتالي نتمنى الان من خلال طرح هذا الموضوع أن يتم إقرار وإلزام المقبلين على الزواج بحضور هذه الدورات والحصول على شهادات تثبت حضورهم وإستفادتهم من الدورة. أما من حيث المؤهلات التي يجب توفرها على مقدمي هذه الدورات أولا لابد أم يكون أخصائيا إجتماعيا أو أخصائيا نفسيا، ويجب أن يكون المركز معتمدا من قبل الجهات الحكومية وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية . وهذه الدورات ضرورية جدا ولا يمكن أن تكون مجرد مشروع ربحي و"بيزنس " فأي دورة ترتقي بالإنسان هي دورة هادفة وحتى لو قدم بها مال حيث لا يوازي المال قيمة هذه الدورة والسبب أننا نقيم سلوك الإنسان ونرتقي بفكره والعمل على أكثر من جانب في الشخصية والهدف أسمى وأكبر من العائد المادي. دورات المودة للعرسان يقول سامي القرني مدير الاتصال بجمعية المودة التي تقدم الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج: تعتبر الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج هي من أكثر الدورات التي عليها إقبال شديد، وقبل الجائحة كنا نقدم هذه الدورات حضوريا والان بعد الجائحة اتجهنا إلى تقديمها عن طريق الاون لاين، كما أن هناك منصة خاصة بالشراكة مع رواق التي تقدم دورات متكاملة بحيث أن الأشخاص الذين لا يستطيعون الحضور للدورات سواء حضوريا أو عن طريق الاون لاين يستطيعون الحصول على الدورة بشكل كورس، ومن ثم يؤدي الاختبار وبعد ذلك يحصل على الشهادة، ومن جانب آخر بعد إعداد 3 دراسات وقمنا بنشرها مؤخرا عبر موقع الجمعية، توضح قياس أثر الدورات هذه على المقبلين على الزواج، وما مدى الاستفادة منها من خلال متابعة المؤهلين بعد حصولهم على الدورات، كما أضفنا عينة جديدة من الأشخاص اللذين لم يحصلوا على هذه الدورات ونقارن بينهم وبين الحاصلين على الدورات واكتشاف الأثر بشكل كبير.