رجلان لا يحتملان الهزيمة في بلد بات ضعيفاً، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري. فلا باسيل مستعد للتراجع عن «الحصة الضامنة» في حكومة سعد إن أبصرت النور، أو في أي حكومة قادمة في ظل هذه التركيبة السياسية القائمة في لبنان، التي يخوضها باسيل من خلف الرئيس اللبناني ميشال عون تحت عنوان «الصلاحيات»، ولا الحريري مستعد للاعتذار أو التنازل عن صيغة حكومة مصغرة من اختصاصيين، رغم ما يواجهه من عقبات وصلت لحد التعجيز ودفعت بحلفاء الأمس والأصدقاء لدعوته للاعتذار كونه لن يصل إلى نتيجة وإن وصل وشكل حكومته فلن يحقق أي إصلاح منشود. أما اللبنانيون فوحدهم يضرسون، وهم على موعد مع تجرع المزيد من المر والعلقم في بلد جعلهم يُصنفون على قوائم الإحصاءات الدولية ضمن الشعوب الأكثر فقراً. الرجلان يراهنان على مراهنات دولية. الحريري يراهن على سبيل المثال على إعادة إحياء المبادرة الفرنسية بدفع من الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ وفقاً لتصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإشارته إلى تنسيق أمريكي حول لبنان. أما باسيل فيراهن على محور حليفه «حزب الله» الذي -بدوره- يراهن على المحادثات الأمريكية الإيرانية. ما يجعل حزب الله أكثر اطمئناناً بأنه قادر أن يحل الاشتباك في لحظة يعتقدها تصب في مصلحته، فنصر الله يبدي تمسكه بسعد الحريري لتشكيل الحكومة، كما أنه ما زال متمسكاً بالتيار الوطني كحليف أو غطاء مسيحي له، خاصة أن باسيل بات يعتبر نفسه رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه. وفي هذا السياق، كشف نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش ل«عكاظ»، أن الحريري سيتحدث في 14 فبراير ذكرى اغتيال والده، وأنه لن يعتذر لأنه يرى أن في الأفق بصيص أمل. وحول ما إذا كان بإمكان اللبنانيين الرهان على بصيص الأمل في ظل تعنت باسيل قال علوش: لننتظر قليلاً، فجبران يراهن واهماً على بعض الأمور؛ ومنها أن ترفع الإدارة الأمريكية العقوبات المفروضة عليه. وحمل نائب «المستقبل» باسيل مسؤولية مرحلة الانهيار التي يعيشها لبنان، لأنه يتصرف على قاعدة «عليّ وعلى أعدائي»، مؤكداً أن جبران لن يستسلم حالياً أو يهادن ولكن الأمور لن تبقى على ما هي عليه. فيما وصفت مصادر سياسية موثوقة، الوضع الراهن بأنه «غير مطمئن» في ظل انعدام العلاجات المطلوبة سياسياً ومالياً واقتصادياً واجتماعياً طالما أن المنظومة الحاكمة بأمر البلاد والعباد ستبقى هي نفسها.