كشفت مصادر سياسية لبنانية أن التحالف بين التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وحزب الله، ذراع إيران في لبنان، قد انتهى حكمًا، وأن العلاقة بين الطرفين لا تزال مستمرة بحكم الظرف الحالي، بانتظار تغير الظروف الدولية والمحلية الراهنة ، مشيرة إلى أن انتهاء علاقة التحالف بين الطرفين ظهرت بشكل كبير بعد أزمة انفجار مرفأ بيروت، لافتةً إلى أن الحزب شعر بمحاولات من قبل التيار العوني، برئاسة الوزير السابق، جبران باسيل، للقفز من المركب الغارقة وترك الحزب يواجه مصيره، ما شكل ردة فعل لدى قيادات الحزب المدعومة إيرانيًا. وكان مسؤولون في حزب الله قد أعلنوا خلال الأسابيع الماضية، بأن الحزب سيتفهم أي فك للارتباط معه من قبل التيار الوطني الحر، فيما كانت تصريحات من بعض قيادات التيار تهاجم سلاح الحزب وتدعو لنزعه، من بينهم القيادي في التيار ناجي حايك. في السياق ذاته، أكدت المصادر أن التيار العوني يسعى لتجنب فرض عزلة دولية عليه، ضمن سياسة العقوبات، التي تنتهجها الولاياتالمتحدة ضد الحزب والتي طالت رئيس التيار باسيل، الطامح لخلافة الرئيس ميشال عون في كرسي الرئاسة، مشيرةً إلى أن قيادة التيار ، بدأت ترى في الارتباط مع الحزب نتائج سلبية لصورته على الساحة الدولية، وأن التيار عليه أن يعود إلى سابق عهده، بالوقوف على الضفة المقابلة لضفة الحزب. المفاجأة الأكبر في تصريحات المصادر، كانت تأكيدها على أن تيار من قادة حزب الله بدأ يعتبر عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، خطأ كبير جداً، أفقد الحزب مركز ثقل كبير في الساحة اللبنانية من خلال التحالفات مع شخصية بحجم "الحريري"، كما أنه قطع أي فرصة لتشكيل تحالف قوي مع تيار المستقبل، الذي يمثل أغلبية مكون رئيسي في لبنان. يذكر أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قد أدانت العضو في الحزب سليم عياش، بالضلوع في جريمة اغتيال الحريري، في فبراير 2005 ، لافتة إلى أن الحزب حاليا يراهن في فك ارتباطه مع التيار العوني، على ما ستحمله إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن، للبنان، بالإضافة إلى قدرته على استغلال المبادرة الفرنسية وملف الحكومة، لتطوير علاقاته مع تيار المستقبل. كما أوضحت المصادر أن اللحظة، التي سيتمكن فيها الحزب من بناء تحالف جديد مع تيار الحريري أو أحد الأحزاب الرئيسية في مكون آخر، ستكون لحظة إعلان وفاة مذكرة تفاهم "مارمخايل"، التي دشنت تحالف حزب الله وتيار عون، لافتةً إلى أن ذلك أحد أهم أسباب متابعة التيار العوني لتطورات العلاقة بين الحزب وتيار المستقبل، ومحاولته كسب المزيد من الوقت في ملف تشكيل الحكومة من خلال عرقلته.