فيما ترددت أنباء عن اتصالات أجراها الرئيس اللبناني العماد ميشال عون مع الولاياتالمتحدة الأميركية لدعم صهره رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ليكون الرئيس المقبل للبنان، أشارت مصادر إلى كشف حزب الله هذه الاتصالات، ما أدى لعرقلته للمساعي الأخيرة التي بذلت لتشكيل الحكومة وإسقاطه لمبادرة عون الرئاسية ووساطة مدير عام الأمن العام، عباس إبراهيم، لحل عقدة تمثيل سنة حزب الله المجتمعين ضمن «إطار اللقاء التشاوري» في الحكومة المقبلة. وأشارت المصادر إلى أن حزب الله فقد الثقة في التيار الوطني بعد اتصالات عون مع واشنطن، حيث اعتبرها الحزب خيانة له ولإيران، لافتة أن ردة الفعل تمثلت في مطالبة الحريري ب8 وزراء شيعة وليس 6 لعرقلة تشكيل الحكومة. يأتي ذلك في وقت استبعد رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوظ، في تصريحات إلى «الوطن»، فك الارتباط بين عون وحزب الله، رغم تصاعد الخلافات بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن الحزب لا يزال بحاجة للرافعة المسيحية التي يؤمنها له التيار الوطني، كون زعيم التيار هو رئيس الجمهورية الذي دافع عن سلاح حزب الله، بما يؤكد أن المصلحة المشتركة بين التيار وحزب الله تدفع في اتجاه الإبقاء على التحالف بين الجانبين في حده الأدنى، رغم ما يتردد عن اتصالات عون بالأميركان.
تبعية التيار الوطني قال محفوظ إن تصاعد الخلافات جاء بسبب اعتبار حزب الله أنه ساند التيار الوطني الحر كثيرا، منذ عودة عون إلى لبنان، حيث مكنه من الحصول على مكتسبات سياسية على مدى سنوات طويلة، كما أنه عرقل أكثر من مرة تشكيل الحكومة خدمة للتيار، ومن ثم يعتبر الحزب أن التيار مدان له وعليه أن يسدد الفاتورة اليوم. ولفت محفوظ إلى الاتفاق بين حزب الله والتيار الوطني المسمى ب«مار مخايل» وقال إن فسخ هذا الاتفاق والخروج من بنوده صعب، في ظل عدم قدرة التيار على الخروج من عباءة حزب الله التي تغطي التيار، كما أن سائر حلفاء الحزب باتوا بحكم المأسورين، نظرا لما فعله الحزب من فرض الفراغ الرئاسي لأكثر من سنتين من أجل تأمين وصول ميشال عون للرئاسة. سوء العلاقة مع أميركا وحول صحة المعلومات عن غضب حزب الله من عون لما تردد عن اتصالاته بالأميركيين للإتيان بصهره رئيسا، قال محفوظ، إن كل المعلومات والمعطيات تشير الى سوء العلاقة بين عون والتيار والأميركان، مضيفا: «هذا ظهر بشكل واضح من خلال مستوى اللقاءات التي أجراها باسيل في أميركا والتي لم ترتق إلى مستوى مهم في الإدارة الأميركية، فضلا عن أن الولاياتالمتحدة ليست اللاعب الوحيد على الساحة اللبنانية». وأكد محفوظ أن الجانب الأميركي لم يكن موافقا على اختيار ميشال عون للرئاسة، وكذلك عدد كبير من الدول العربية، ولولا مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية بتبني ترشيح عون لما كان وصل إلى الرئاسة. وأكد محفوظ أنه حتى اللحظة ومن خلال سلوك التيار ورئيسه فإن المؤشرات لا تنبئ بإمكانية دعم باسيل من قبل الجانب الأميركي.
أسباب عدم فك الارتباط 01 دفاع عون عن سلاح حزب الله 02 المصالح المشتركة بين الجانبين 03 عمل الحزب على وصول عون للرئاسة 04 عجز التيار الوطني أمام سلطات الحزب