في بطولاتنا المحلية نشاهد التنافس بين الأندية، وهذا طبيعي في عالم الكرة، حتى اختلاف المراكز، لكن المدهش ثبات الهلال دوماً في المقدمة. كل ما تنتهي بطولة، ويكون بطلها الهلال إلا وتطل علينا بطولة أخرى، ويكون البطل أيضاً الهلال. جملة الهلال بطلاً لدوري أبطال آسيا والهلال بطلاً لدوري الأمير محمد بن سلمان والهلال بطلاً لكأس الملك جميعها أصبحت جملا اعتدنا على سماعها باستمرار، وبطولات عادية في العرف الهلالي، حتى وهو يأتي بالثلاثية الذهبية ولأول ناد سعودي يفعلها، ولكنها بالنسبة للفرقة الزرقاء ولجماهيره التي لم تنته من تنظيم احتفالات آخر بطولة، حتى عادوا ليكرروا احتفالات جديدة لبطولة إضافية. في علم النفس يعتبر التعود على النجاحات هو مصل استمرار الإنجازات والبطولات، وجعلها تتوالى ولا تنقطع، بمعنى أنها تكون ثقافة وإرثا تاريخيا للهلال، يصعب أن يتخلص منه؛ حتى لو تغير الفريق واختلف اللاعبون أو الإدارات والمدربون. المنصة أصبحت تسأل دوماً عن اللون الأزرق، وتتساءل لو غاب عنها برهة من زمن أو تأخر تأخراً طارئ. الهلال هو ضالة التائه في تشجيع الأنجح والأفضل، ومن يجلب السعادة المستمرة رياضياً. في حفل نهائي كأس الغالي، كان كل شيء مميزا؛ التنظيم وأداء الفريقين حتى النقل التلفزيوني، الذي أبدعت فيه القنوات الرياضية، بوضع المشاهد في قلب الحدث وبعد الغياب القسري بسبب جائحة كورونا لملح المباريات وهي الجماهير العاشقة. ولكن الحضور الجماهيري الافتراضي كان فكرة رائعة ورائدة في ملاعبنا الرياضية، والتي أبدع في تنفيذها الاتحاد السعودي لكرة القدم. قنوات عربية متعددة نقلت الحدث الأبرز والبطولة الأغلى لملايين العاشقين لرياضة المملكة العربية السعودية. الأزرق الوهاج.. ماذا أبقيت من أحلام وأدتها في مهدها لفرق تحاول الحصول على فتات من قليل يبقيها في التاريخ الرياضي ويسجل أسماءها في سجلات الذهب لعلى وعسى، أن لا يتم نسيانهم. هلال يحسد بوجود مكونات عملية ناجحة من إدارة ومدربين ولاعبين وجماهير ومحبين، فالبيئة الهلالية الجاذبة عنصر مهم للنجاح. بالتأكيد لن يجف حبر مقالتي هذه إلا والهلاليون يخططون لحصد بطولة أخرى. إضاءات: المشاريع التي تنظم بسرعة البرق لن تصمد في وجه الرياح البسيطة، والمال ليس كل شيء بدون الفكر.