امتهن الهلال الفوز بالبطولات ، وتعود على أفراحها، ولا يكاد يمر موسم رياضي إلا ويثبت هذا العملاق بأنه الثابت في دائرة المنافسة والثابت في ألقابها ، تلك الألقاب التي أضحت بصمة هلالية اللون هلالية المعنى. بطولة هنا ولقب هناك والهلال ما بين الابتهاج بالأولى والفرح بالثانية هاهو اليوم لا يزال ذاته الهلال الذي يمارس كرة القدم على أنها منجز لا كمجرد لعبة يمارسها لكي يحرق بها أعصاب من ينتمي لشعاره. سنوات تعاقبت على بعضها ومناسبات توالت على سجلات التاريخ فيما الهلال ظل ثابتاً يقدم نفسه لجيل اليوم مثلما سبق وأن قدمها لتلك لأجيال التي تعايشت معه كبطل لا يقبل بأي خيار سوى خيار أن يبقى دوماً في القمة. في الدوري .. في كأس ولي العهد .. بل في جميع الألعاب المتعلقة بكرة القدم لهذا العملاق النجدي الكبير بصمة مهما حاول البعض التطاول عليها بالتشويه والمكابرة إلا أنها تبقى العنوان العريض الذي تحكي حروفه كل تلك الفوارق البارزة والتي تميل لصالحه مع أي مناسبة وفي أي حدث. لم يصل الزعيم إلى هذا الامتداد البطولي الذي تجاوز حاجز الخمسين بطولة إلا من خلال منظومة عمل جماعية ألغت في طياتها الذات ورسخت مفهوم الهلال وبالتالي هاهي النتائج التاريخية تتواصل كما هاهو الفرح لايزال على ذات الحال يحيط كل مساحات الجغرافيا التي يقطنها الهلاليون وكأنه يصدح قائلا لازال للمجد بقية. هنيئا لبنو هلال على هكذا وضع.. هنيئا لهم بهذا الفريق الممتع البطل .. هنيئا لهم بهذا الرئيس الذهبي الرائع .. هنيئا لهم بتلك المدرجات التي دائما ما تأخذ صفة الدور الفاعل المؤثر الذي يأتي ليكون مكملا لتلك المنظومة أعني منظومة النجاح والتألق والإبداع. ببساطة الهلال مدرسة كروية .. مدرسة بطل فصولها مفتوحة وكل من يرغب في معرفة كيف يرسم السطر الأول في مسيرة البطولات ما عليه إلا أن يتوقف ليقرأ من هذا النهج الأزرق ومتى ما توقف قليلا عند حاجز المنهج الهلالي الكبير حتماً سيختصر كل الطرق وينجح. غاب محمد نامي فحضر البيشي .. رحل رادوي فتألق العابد .. غادر نيفيز فأبدع سالم الدوسري .. أليس في هذه المشاهد ما يؤكد تميز الهلال وتفوقه؟ أسأل ولا يعنيني بعد علامة الاستفهام إلا أن أبادل هذا الإبداع بتهنئة صادقة لكل الهلاليين لأنهم وأقولها منصفاً يستحقون. زيارة الهولندي ريكارد وإشادته بأكاديمية الأهلي دليل آخر يأتي هذه المرة ليؤكد أن الاهتمام بمدارس النشء وصقل مواهبها والتركيز على تنميتها باتت في واقع اليوم مطلباً وضرورة ليس من الأهلي فحسب ، بل مطلب وضرورة لجميع الأندية ذلك أن بناء المستقبل الاحترافي الذي يستهدف الارتقاء بكرة القدم السعودية يجب أن ينطلق من هذا الجانب الذي يعتبر الأساس والركيزة ... وسلامتكم.