تتسارع دائرة الحراك الشعبي الليبي الرافض لما تسمى بحكومة الوفاق، ليشمل معظم مدن غرب ليبيا ، وسط تصعيد حاد في الصراعات الداخلية والانشقاقات بين أركانها ، ومخاوف السراج من انقلاب محتمل من جانب منافسه وزير الداخلية فتحي باشاغا. وحسبما ذكرت صحيفة "عرب ويكلي"، يشكك معظم الليبيين في قدرة السراج على تجاوز عقبات المأزق الجديد الذي يواجهه، حيث يفتقر إلى الأدوات اللازمة للتعامل مع هذه الفترة الاستثنائية، وهي فترة تفترض استعداده الداخلي لدرء التداعيات المحتملة لصراعه غير المتوقع مع باشاغا. وكشفت مصادر إعلامية ليبية، أن السراج قرر إلغاء زيارته إلى اسطنبول للقاء الرئيس التركي أردوغان، والتي كانت مقررة الخميس، وربطوا ذلك بخوفه من الانقلاب الذي ظهر في خطابه المتلفز حول الاحتجاجات في طرابلس. وقال السراج "أخشى أن يدخل البعض في حوار سياسي وتشكيل رئاسي جديد لتعطيل موضوع الانتخابات" في إشارة واضحة لمنافسه باشاغا الذي كان في تركيا في ذلك الوقت ، وتجلى هذا الخوف بشكل واضح عندما التقى السراج بعدد من الضباط العسكريين والأمنيين الموالين لحكومة الوفاق الوطني، ومنهم رئيس جهاز المخابرات، وضباط المناطق العسكرية، وقائد قوة مكافحة الإرهاب، ونائب رئيس الأمن الداخلي. رئيس جهاز الأمن العام وقائد الفرقة الأمنية في القوات المشتركة ومدير أمن طرابلس. فيما نقلت صحيفة "الساعة 24" الليبية على الإنترنت عن مصادر "رسمية" قولها إن السراج يتطلع إلى تعيين وزير داخلية جديد، بشرط أن يحظى المرشح بموافقة القيادات الميدانية في مصراتة، لتجنيد أشخاص آخرين من الجماعات المسلحة وتفكيك القوات المسلحة الموالية لباشاغا في طرابلس. وذكرت الصحيفة أنه كان من المفترض أن يكون باشاغا قد وصل إلى ليبيا يوم الخميس الماضي قادمًا من أنقرة حيث كان في زيارة رسمية لمدة عشرة أيام مع عدد من كبار المسؤولين الأمنيين، كما نقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إنه بعد وصوله من تركيا سيعقد باشاغا اجتماعات مع عدد من قيادات الكتائب المسلحة في طرابلس، فيما يتعلق بالاحتجاجات في طرابلس وعدة مدن ليبية أخرى.