بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- وبدءاً من هذا اليوم، سنفتح بابا واسعا نحو المستقبل، ومن هذه الساعة سنبدأ العمل فورا من أجل الغد، وذلك من أجلكم – أيها الإخوة والأخوات – ومن أجل أبنائكم وأجيالنا القادمة". بهذه الروح العالية من الإرادة والتطلعات ، قدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رؤية 2030 ، التي انطلقت قبل سنوات قليلة ، لتكون من أفضل دول العالم مزدهرةً قويةً تقوم على سواعد أبنائها وبناتها وتستفيد من مقدراتها ، حيث أكد سموه على أن بلادنا الغالية تستحق أكثر مما تحقق لمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل. وارتكزت الرؤية على 3 محاور ذات ميزة تكاملية : (مجتمع حيوي ، واقتصاد مزدهر ، ووطن طموح) ومنذ انطلاق الرؤية تتوالى النتائج الملموسة في كل مجال ، ومؤشرات طموحة لتقدم المملكة ضمن مصاف الدول الأفضل عالمياً. وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية منذ مبايعة الأمير محمد بن سلمان عضدا لخادم الحرمين الشريفين – حفظهما الله- تشهد المملكة قفزات حضارية في البناء والتغيير الحضاري ، وترسم معالم مضيئة في أنحاء الوطن عنوانه الإنسان السعودي ، أبناء وبنات الوطن في كافة المناطق ، الذين يترجمون بإخلاصهم وتنافسهم ثقة القيادة الحكيمة في القدرة العالية على تحقيق المزيد من الرفعة والتقدم. وتهدف هذه الرؤية على الصعيد الاقتصادي إلى رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافةً إلى رفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40% إلى 75% ، وبالتالي زيادة حجم الاقتصاد السعودي وانتقاله من المرتبة 19 إلى المراتب ال15 الأولى على مستوى العالم. اقتصاديون تحدثوا ل" البلاد " حول الطفرة الكبيرة التى تحققها المملكة فى ظل التنوع الاقتصادي وتفعيل قدرات المملكة الكبيرة ووضعها ضمن منظومة متكاملة تساهم فى تحقيق المستقبل المنشود. تحديث وتجديد قال الدكتور كريم عادل الخبير الاقتصادي رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية إن ذكرى البيعة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – تأتي لتعكس مدى حب وولاء الشعب السعودي للقيادة الرشيدة، في وقت تشهد فيه المملكة قفزات تطويرية بعد أن نجح سمو ولي العهد في أن يثبت للمجتمع السعودي والدولي أن المملكة العربية السعودية في طريقها نحو التحديث والتجديد، فبدلاً من اعتمادها المطلق على ثروتها المهولة من النفط باعتبارها أكبر منتج ومصدر للبترول فى التاريخ، هي في طريقها للتحول إلى كبرى الاقتصاديات القائمة على تنوع مصادر الدخل، بدءً من السياحة الدينية وانتهاءً بالمشاريع الاستثمارية التي تشكل في مجملها سلسلة من الحلقات المتراصة والمتشابكة التي يؤدى النجاح في أحدها إلى النجاح في باقي الحلقات. وأضاف أن ذلك يعزز من تحقق استراتيجية "المملكة 2030" القائمة على نقل البلاد من اقتصاد الريع إلى اقتصاد متعدد الموارد والمنابع والأساليب، والمملكة لديها من مقومات النجاح ما يحقق لها ذلك، خاصةً وأن تنويع الاقتصاد سيساهم في تحفيز معدلات النمو، وتقليل معدلات التأثر بتقلبات أسعار النفط . واعتبر عادل أن توجه الأمير محمد بن سلمان نحو تحفيز الصناعة الوطنية، وتطوير قوانين الاستثمار، يشير إلى عمق رؤيته الاقتصادية والاستراتيجية للمملكة العربية السعودية، وجميعها تحمل في دلالاتها ومؤشراتها عمقاً تنموياً ومعرفياً وثقافياً واقتصادياً . دور الإنسان وأكد هشام قنديل المستشار الاقتصادي أنه مع تولي سمو ولي العهد – حفظه الله – كانت له نظرة ثاقبة في قيادة سفينة الوطن، وبدأت مسيرة التنمية تتوالى في المملكة برسم خارطة التحول الاقتصادي في رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني، اللذين يقودهما مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ورؤية سموه القوية نحو مستقبل افضل من أجل المملكة، مما أسهم في احتفاظ المملكة بمكانتها المتقدمة بين مصاف الدول، ومنافستها للدول الكبرى في الكثير من الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية، وصارت قبلة لكبار القادة والسياسة وأهل المال والاقتصاد وعمالقة الثقافة والفنون، واستعدت ببنية تحتية لتكون من أكبر المراكز الاقتصادية والثقافية والسياحية في العالم بمشروعات عملاقة تحولها من الاعتماد على النفط إلى تنوع مصادر الدخل، وتفتح آفاقاً واسعة من العمل والتوظيف لأبناء الوطن. وشدد على أن برنامج سمو ولي العهد – حفظه الله- التنموي " قنديل " لم يغفل دور الإنسان السعودي وإمكاناته وقدراته في بناء الوطن، فكان لا بد من اكتشاف قدرات المواطن السعودي وطاقاته، فكان للتعليم الحظ الوافر من الخطط التنموية، حيث وضع نصب عينيه أن تكون المملكة ضمن أفضل 20 نظاماً تعليمياً في الفترة القادمة، وذلك لان بالتعليم تبنى الأمم، خصوصاً أن طريقة التعليم تتغير في العالم، فانطلقت المدارس تطوّر من أساليبها ومنهجها وتم الاهتمام بالتعليم الأهلي والنوعي في المملكة كركيزة وشريك أساسي في بناء شباب الوطن، وواصلت الجامعات الحكومية مسيرتها في تخريج الأجيال والمساهمة في تطور البحث العلمي والصناعات المحلية والمشاركة في رؤية المملكة، كما استمر أيضاً برنامج الابتعاث، وأصبح المواطن السعودي قادراً على الإبداع والنجاح والمشاركة في مواصلة التنمية في جميع ربوع الوطن. صناعي وتجاري من جهته، قال الدكتور علاء الغرباوي وكيل كلية التجارة بجامعة الاسكندرية إن هناك إجماعا محليا ودوليا على أن المملكة تسير بشكل نشط وقوي وتقفز قفزات قوية نحو اقتصاد قوي، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن المملكة تسير وفق خطط مدروسة ورؤية واضحة نحو اقتصاد صناعي وتجاري متنوع ومتطور، سيساهم في دعم التنمية الاقتصادية في المملكة ويزيد من تنوع الدخل ويقلل من الاعتماد على إنتاج البترول، وإن الإنجازات التي تحققت اقتصاديا وسياسيا وإنسانيا، منذ تولي سموه دفة المسؤولية، جاءت لتتماشى مع رؤية المملكة وتطلعاتها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والتي تسعى لتطوير جميع جوانب الحياة وتنميتها وتنويع مصادر الدخل المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني. وأضاف أنه على المستوى الدولي فما قام به سمو ولي العهد من زيارات دولية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة، وما قام به سموه من استقبالات ولقاءات مع عدد من الوفود الدولية ساهمت في تعزيز مواقف المملكة على الساحة الدولية وعززت الاقتصاد الوطني، كما أنها ساهمت بشكل مباشر في تحييد خطر بعض الدول الإقليمية ومليشياتها المتطرفة، ومنذ ولاية الأمير محمد بن سلمان للعهد وحتى اليوم، فالحراك سريع ومستمر لتوفير فرص وظيفية للجنسين في القطاعين العام والخاص وتمكين المرأة، إضافة إلى دعم الأعمال الفردية والأسر المنتجة والعمل على تقليص نسبة البطالة، وزيادة توطين الكثير من الوظائف واقتصارها على أبناء وبنات الوطن وإصدار حزمة من القرارات التي تدعم أبناء الوطن وتساهم في دخولهم لسوق العمل وفي ريادة الأعمال، ودعم وتسهيل رسوم وإجراءات المنشآت المتوسطة والصغيرة.