لم تراع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران حرمة شهر رمضان، وتمادت في ممارساتها الإجرامية عبر كتائب الأمن النسائية "الزينبيات"، اللاتي كثفن من أعمال القمع والانتهاكات ضد مصليات النساء في مساجد العاصمة اليمنية صنعاء، وحولنها إلى منابر لاستقطاب السيدات وتلقينهن أفكار الميليشيات. وذكرت مصادر محلية أن عناصر الأمن النسائي داهمت مصليات النساء بالمساجد في سياق سياسة التعبئة الفكرية ذات الصبغة الطائفية، التي تحاول الميليشيات فرضها على السكان في مناطق سيطرتها، وفرضت الميليشيات الحوثية وجود قياديات رفقة مسلحات في الكثير من مساجد صنعاء، من أجل إجبار النساء في المصليات على تلقي دروس محاضرات تتعلق بفكر الميليشيات المأخوذ من إيران، وأغلق الحوثيون عدد من المصليات النسائية بعدما فشلت في إجبار الحاضرات على الاستماع للدروس الحوثية. وتأتي الممارسات الحوثية الأخيرة بحق المصليات استكمالا لما كشفت عنه تقارير صحافية وحقوقية عن سلسلة كبيرة من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة وعصاباتها بحق النساء في اليمن، من بينها تقرير مفصل لوكالة "الأسوشييتد برس" الأمريكية كشف عن شبكة من السجون السرية وأقبية التعذيب التابعة لميليشيات الحوثي في حي تعز بصنعاء، مموهة بين مدارس وبيوت، لا يمكن للمرء أن يتخيل أنها تضم عشرات النساء اللواتي يخضعن لانتهاكات الميليشيات اليومية من اغتصاب وضرب وتعذيب، بحسب ما أكدته ناشطات يمنيات ومعتقلات سابقات في تحقيق الوكالة المطول. وقالت مؤسسة "مبادرة مسار السلام" رشا جرهوم: "العصر الحوثي أكثر العصور ظلاما للمرأة اليمنية". وتشير تقديرات المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، إلى أن ما يتراوح بين 250 و300 امرأة محتجزات حاليا من قبل الميليشيات داخل محافظة صنعاء وحدها، فيما قدرت رئيسة ائتلاف نساء من أجل السلام في اليمننورا الجوري، أن ما يزيد على 100 امرأة محتجزات داخل محافظة ذمار، مؤكدة توثيقها 33 حالة اغتصاب و8 حالات لسيدات أنهكهن التعذيب. ولا تقيم الميليشيات الحوثية الانقلابية، وزنا أو اعتبارا للتعاليم الدينية أو القيم الأخلاقية والأعراف العربية، في سبيل تنفيذ أجندة الملالي ونهب أموال اليمنيين، فمنذ بداية شهر رمضان الكريم زادت الممارسات التعسفية والتدابير القمعية لميليشيات الحوثي، ضد دافعي الزكاة بهدف السطو عليها، وحرمان الفقراء منها. وأكدت مصادر محلية وتجار أن الميليشيات الحوثية تمارس تدابير تعسفية في صنعاء والمناطق الخاضعة لها لجباية أموال الزكاة، وتوريدها إلى حساب الهيئة غير القانونية التي استحدثتها لهذا الغرض، بينما نقلت المصادر عن عاملين بالهيئة الحوثية الخاصة بجمع الزكاة أن الميليشيات نشرت فرقا ميدانية للنزول إلى شركات القطاع الخاص والتجار وملاك العقارات والأراضي الزراعية، لتحصيل أموال الزكاة، وهددت في إشعارات وزعتها بمعاقبة من يتأخر عن الدفع. وأضافت المصادر أن الفرق الميدانية أشعرت التجار وأصحاب المحال والعقارات أن عليهم الامتناع عن صرف أي أموال خاصة بالزكاة لمصلحة الفقراء أو الأسر المحتاجة، وتسليم كل الأموال المستحقة إلى أتباعها المكلفين بجمعها. وبموجب هذه التدابير الحوثية تكون الميليشيات حرمت آلاف الأسر الفقيرة من الحصول على سلال غذائية ومساعدات يقدمها التجار سنويا، حيث بات الحوثيون هم المستفيدون من أموال الزكاة النقدية والعينية.