تواجه قطاعات السياحة في العالم حالة من الشلل التام منذ تفشي جائحة كورونا ، وفي هذا الإطار يأتي الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجموعة العشرين برئاسة وزير السياحة أحمد الخطيب، لمناقشة تأثير هذه الأزمة العالمية واتخاذ الإجراءات اللازمة ، والاستجابات الفورية اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجه السياحة التي تعد من القطاعات الأكثر تضرراً من انتشار الفيروس ، وأيضا البحث في إعادة تنشيطه وسبل تعزيز مرونته على المدى البعيد. ويأتي الاجتماع في أعقاب تقديرات أطلقتها منظمة العمل الدولية ، والتي أشارت إلى أن حجم الخسائر التي يتعرض لها قطاع السياحة العالمي بسبب الجائحة قد يتراوح بين 25 و50 مليون وظيفة ، وبالتالي تكمن أهمية توحيد الجهود بين الأعضاء، لتعزيز دور السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر تأكيد الدور الهام للتقنية وفسح المجال لنمو السياحة في المناطق النائية. وتسعى المملكة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين لهذا العام إلى قيادة الدول نحو تعزيز مجتمعات مستدامة وشمولية من خلال السياحة، لكون القطاع يعتبر ركناً أساسياً للنمو الاجتماعي الاقتصادي المستدام. وسبق أن توقعت منظمة السياحة العالمية نهاية مارس الماضي تراجع عدد السياح في العالم ، وتراجع الإيرادات السياحية مابين 300 إلى 450 مليار دولار، أي قرابة ثلث عائدات 2019 التي بلغت 1,5 تريليون دولار. وقال زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام للوكالة في بيان إن "السياحة من بين القطاعات الاقتصادية الأكثر تضررا"، مضيفا "واضح أن ملايين الوظائف في القطاع مهددة". ومنذ مراجعة التوقعات، فرض مزيد من الدول قيودا على السفر، وتم إلغاء مزيد من الرحلات في وقت تسعى فيه حكومات العالم إلى احتواء انتشار الفيروس. وطبقا لبيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة، من المتوقع أن تتعرض منطقة آسيا والمحيط الهادئ لأشد الضربات بنسبة تصل إلى 48.7%، بحد أقصى 49 مليون وظيفة ، ما يترجم إلى خسارة في الناتج المحلي الإجمالي للسياحة بنحو 800 مليار دولار. كما يمكن أن تتأثر الأمريكتان بشدة، حيث يتوقع أن تخسر الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك معا ما يصل إلى 570 مليار دولار أمريكي، بينما يوجد ما يقرب من 7 ملايين وظيفة مرتبطة بالسياحة في خطر. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تتعرض 4.4 مليون وظيفة في أفريقيا للخطر، بينما قد يبلغ العدد في الشرق الأوسط 1.8 مليون وظيفة مع خسارة تصل إلى 65 مليار دولار أمريكي في اقتصاد المنطقة. وستتحمل أوروبا خسائر بقيمة 552 مليار دولار أمريكي وما يصل إلى 10 ملايين وظيفة في خطر، كما يمكن أن تتحمل ألمانيا وروسيا الأثر الأكبر لجميع الدول الأوروبية بنحو 1.6 مليون و1.1 مليون على التوالي في فقدان الوظائف المحتملة. وكانت مجموعة عمل السياحة قد ناقشت في اجتماعها الأول خلال الأيام الأولى من ابريل الحالي ، التأثير الضخم الذي سببته جائحة كورونا على القطاع السياحي، ولتوحيد الجهود على مستوى المجتمع الدولي واتخاذ الإجراءات الفورية لمعالجة تداعيات "كوفيد-19". وأضافت المجموعة، في بيان لرئاسة مجموعة العشرين بالمملكة، أن خسائر قطاع السياحة عالمياً تتراوح بين 25- 50 مليون وظيفة وما يعادل 25- 56 مليار دولار في مصروفات قطاع السفر والسياحة خلال 2020؛ بناءً على تقديرات منظمة العمل العالمية والمجلس العالمي للسفر والسياحة. وذكر البيان، أن مجموعة عمل السياحة في مجموعة العشرين تحت رئاسة السعودية ناقشت كذلك خلال اجتماعها الالتزامات طويلة المدى في الاستفادة من السياحة كوسيلة نمو اجتماعي اقتصادي، والدور الهام للتقنية في إدارة الرحلة السياحية مثل تحسين تجارب السياح وإفساح المجال للنمو المحتمل في المناطق النائية، وضمان استدامة السياحة. وأكدت مجموعة العشرين، على أن رفع مستوى التركيز الدولي وتوحيد الجهود بين الدول الأعضاء يعتبر عنصراً أساسياً لتعزيز مرونة القطاع السياحي، كما أنه ركن أساسي للنمو الاجتماعي الاقتصادي المستدام. وشدد البيان، على أن المملكة العربية السعودية تسعى خلال رئاستها لمجموعة العشرين للعام الحالي 2020 إلى قيادة الدول نحو تعزيز مجتمعات مستدامة وشمولية من خلال السياحة.