أكد المؤتمر الدولي “الأخوة الإنسانية.. لتعزيز الأمن والسلام”، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الكرواتية زغرب تحت رعاية وحضور فخامة السيدة كوليندا غرابار كيتاروفيتش رئيسة جمهورية كرواتيا؛ أهمية تعزيز قيم الأخوة الإنسانية بوصفها أهم ركائز تحقيق السلام العالمي والوئام المجتمعي. وطالب المؤتمر بسن التشريعات اللازمة لتجريم كل أساليب وممارسات الكراهية والعنصرية والتهميش والإقصاء بوصفها جريمة بحق الإنسانية والوطن والفرد والجماعة، داعياً إلى إنشاء مركز عالمي للتواصل الحضاري يكون مقره مدينة زغرب ليكون جسراً للتعارف والحوار والتفاهم والتعاون بين مكونات المجتمع الإنساني كافة ومكاناً حاضناً للمبادرات ذات الصلة بتعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية وردم الفجوات الدينية والثقافية والعرقية. وكان المؤتمر قد اختتم فعالياته بإعلان زغرب داعياً المؤسسات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع الدولي والداخل الوطني إلى تعزيز مفاهيم الأخوة الإنسانية والوطنية، وتعميق المشتركات الجامعة، والتعاون في مواجهة كافة التحديات، وتحويل المبادرات الإيجابية إلى برامج عملية مؤثرة. كما دعا الإعلان القادة الدينيين إلى الإسهام الفاعل في التصدي للمظاهر السلبية العابثة بالسلم والأمن الدولي والمجتمعي، مع العمل على استثمار الرصيد الروحي والقيمي للدين بتعزيز ثقافة السماحة والتسامح والثقة بالآخر. كما طالب الفعاليات الأممية والوطنية بتغليب مصلحة السلم والأمن العالمي والمجتمعي، والتسامي على المصالح الضيقة، والبعد عن خطاب العنصرية والكراهية ضد أي دين أو عرق أو إثارة النعرات التاريخية التي هي في ذمة أصحابها. ودعا المؤتمر إلى تعزيز قيم العدالة المجتمعية واحترام التنوع الديني والثقافي والإثني، ونبذ الإقصاء والتهميش بوصفها ذلك مدخلاً مهماً لحل النزاعات الدينية والطائفية والاجتماعية، والتخلص من التحريض والكراهية والتخويف غير المبرر من الآخر، مع دعوة شركاء الوطن الواحد إلى تعزيز الثقة بين مكوناته المختلفة، ودعم مبدأ “الوحدة في التنوع”، ودعوة المؤسسات التعليمية إلى تعزيز القيم الإنسانية والوطنية في وجدان الأطفال وصغار الشباب من خلال مناهج دراسية تفاعلية تخاطب “الوجدان” و”المنطق” معاً، وتحفّز الشعور الإنساني والوطني بكافة قيمه، وتعمل جنباً إلى جنب مع “الأسرة” لصياغة عقول الأجيال القادمة صياغة سليمة. كما طالب المؤتمر بتمكين المرأة من خلال تعزيز دورها الكامل، باعتبار ذلك حقاً مشروعاً ينطلق من المفهوم الحقيقي لمعنى الأخوة الإنسانية بشراكاتها الفاعلة. وكانت فخامة رئيسة جمهورية كرواتيا قد دشنت فعاليات المؤتمر الدولي، الذي نظمته الرابطة، بالتعاون مع المشيخة الإسلامية في كرواتيا والأبرشية الكاثوليكية الكرواتية مع تمثيل رسمي من دولة الفاتيكان ممثلاً في المجلس البابوي للحوار، بحضور رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعدد من الوزراء والبرلمانيين الكرواتيين وأركان الجيش وعمدة العاصمة، وعدد من القيادات السياسية والدينية والفكرية حول العالم وأئمة وممثلي الجمعيات الإسلامية في “دول البلقان”، وكبار القادة الدينيين من مختلف الأديان. وشهد المؤتمر تكريم رئيسة جمهورية كرواتيا والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى لجهودهما في تعزيز التسامح والسلام وكان ذلك بحضور نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية من خلال كلمتها المشاركة في المؤتمر.